تحتوي طاولة عيد رأس السنة اليهودية (روش هاشانا)، لدى جاليات مختلفة، على أطعمة وأطباق تحمل معانٍ رمزية. شيف أييلت لاتوفيتش تشاركنا بقصة طاولة العيد لدى عائلتها (التي هاجرت إلى إسرائيل من إيران) والتي تحضّر أييلت أطباقها التقليدية على طريقتها.
أكثر ما كنا ننتظره في عشاءات العيد كان فاصوليا رأس السنة الحمراء – البنية التي أتذكر كيف كنت أنبهر في طفولتي بلمعان العسل الذي كان يغمرها. لن أحاول حتى شرح قوامها الرائع والمميز وأطعمتها التي تهمس في الفم لأن من غير الممكن فهمها إلا عند تذوقها والشعور بها.
كنت مغرمة أيضًا بصوت عمي موتي الذي اعتاد الجلوس على رأس الطاولة كل عام وتلاوة البركات والصلوات من كتاب الصلوات الذي أحضرته معها عائلتي، عائلة هوشماند، من إيران. اكتشفت مع الوقت أن لكل جالية مباركات وصلوات تتشابه في مضمونها لكن تختلف في شكلها وصياغتها. جعلني هذا الاكتشاف أكثر ارتباطًا بعشاءات العيد العائلية التي حولناها إلى احتفالية عائلية ضخمة بحسب الأصول والتقاليد الفارسية. هذا العيد هو احتفاء بذكرى تيتا خورشيد التي حضّرت لنا عشرات من عشاءات العيد.
ولدت خورشيد خانم لعائلة ثرية في مدينة مشهد. اعتاد والدها مناداتها بـ “أميرتي” ووعدها بفستان جديد لكل يوم في الأسبوع بعد أن تكبر وتتزوج. بعد أن توفي والدها، سارعت العائلة لتزويجها من رجل كبير في السن من الضواحي الفقيرة. كانت عائلة هوشماند فقيرة ماديًا، لكنها كانت غنية بالفرح وحب الحياة. أنقذ هذا الزواج حياتي، ليس لأنه أدّى إلى ولادتي، فقط بل كذلك للقدرة التي ورثتها لي جدتي: الرضا بالنصيب والموجود.
طاولة عيدي
أحب الطقوس والأعياد وأحب تجديد التقاليد التي كبرت عليها – كذلك من خلال الأكل والطهي والأطباق التي أقدمها على طاولتي: أطباق تقليدية أصلية وأخرى من ابتكاري هي مزيج بين الماضي والحاضر، يا ريت قدرت تيتا خورشيد تذوق منها.