Olive tree
צילום: מיכל לויט

تذوُّق أرض الزيتون: عن البيئة الطبيعيّة لزيت الزيتون

في السنوات الأخيرة تعلّمنا التمييز بين أصناف الزيتون المختلفة، مثل الزيتون السوريّ، زيتون برنيع،
زيتون كرونايكي، وزيتون ليتشينو – لكن ماذا لو قلنا لكم إنّه يمكننا أن نتعلم أيضًا تذوُّق المكان؟ الاختصاصيّ
في زيت الزيتون، إيهود سوريانو، حول أهمية الجيولوجيا، وتأثير بيئة الزراعة على مذاق وجودة الزيت الأكثر ارتباطًا بالمكان في المطبخ المحلي (terroir) في إسرائيل

ايهود سوريانو |

يُعتبَر الحوضُ الشرقيّ للبحر الأبيض المتوسط مهدَ حضارة الزيتون. ففي منطقتنا كان أوّل تدجين للزيتون
البريّ ليصبح الزيتون الذي نعرفه اليوم، بأصنافه ومميّزاته المختلفة
رغم أنّ بلادنا صغيرة من حيث المساحة، فهي مميّزة من الناحية الجغرافية. فالذي يقطعها من شمالها إلى
جنوبها ومن شرقها إلى غربها يواجه ما لا يقلّ عن 4 أنواع من المُناخ: الجبليّ، شبه الاستوائيّ، الصحراويّ
وشبه القاحل، إضافةً إلى عدد هائل من مُناخات الميكرو، التي يؤثّر كلّ منها على طبيعة النموّ، على أنواع
الزيتون التي تزدهر فيها، وبالطبع على المميّزات المرتبطة بالمذاقات والنكهات لزيت الزيتون
“terroir “مثل النبيذ أو أيّ منتج زراعيّ آخر، فإنّ العوامل التي تؤثّر على مذاق زيت الزيتون – والتي تُدعى
كثيرة. أبرز هذه المتغيّرات عوامل مثل التعرُّض لضوء الشمس (الاتّجاه شمالًا أو جنوبًا، شرقًا أو غربًا)؛
الزراعة على الجبال أو في المروج؛ قدرة الأرض على التصريف؛ حجم الحُبَيبات في الأرض (الطين، الطمي، أو
الرمل)؛ ملوحة الأرض؛ الفوارق في درجات الحرارة بين النهار والليل؛ كمية المطر السنويّة؛ عبء الحرارة
.في الصيف؛ الرياح؛ الرطوبة؛ الارتفاع الطبوغرافي؛ وبطبيعة الحال صنف الزيتون
في مُستهلّ القرن الجاري، مع دخول التحديث الزراعي إلى مجال زراعة الزيتون، زُرعت مساحات جديدة
كثيرة بأنواع لم تكن معروفة في البلاد من قَبل، ما أدّى إلى تنوُّع كبير في عرض المذاقات والنكهات. سأتناول
في هذا المقال أصناف الزيتون المنتشرة اليوم وفق مناطق زراعتها
يمكن رسم خمس مناطق رئيسيّة للبيئة الطبيعيّة، التي تنطبق على زيت الزيتون وكذلك (حسب رأيي) على
محاصيل زراعيّة أخرى

هضبة الجولان

حدود القطاع: تبدأ الهضبة بمُرتفَع فوق نهر اليرموك، وتستمرّ حتى وادي خشبة شمالًا، تحدّ في الغرب مروج
الأردنّ وتستمرّ شرقًا إلى داخل الهضبة السورية (الباشان) دون حدود جغرافيّة واضحة
هضبة الجولان هي سهل بازلتيّ يبدأ بارتفاع نحو 400 متر فوق مستوى سطح البحر ويصل إلى نحو 1,000
متر فوق سطح البحر. معظم مساحة الهضبة مُغطّاة بالبازلت، وفي الجزء الجنوبيّ فقط يمكن إيجاد مساحات
.جيريّة قديمة، ما يشير إلى الصخر الأقدم، قبل الانفجارات البركانيّة التي منحت الهضبةَ طابعَها المميّز
بشكل عامّ تُقسم هضبة الجولان وفق محور شمال – جنوب (بحيث يكون مفرق الشلّالات/ كتسرين هو نقطة
التقاطع). بالنسبة للمحاصيل الزراعيّة، المحور هو شرق – غرب، لأنّ كلّ شيء مرتبط بهذا المحور
العنب شرقًا، الزيتون غربًا: الجزء الشرقيّ من هضبة الجولان هو درجات طبوغرافيّة، تأخذ في التصاعد
باتّجاه الشرق. الجزء السهليّ بين كلّ درجة ودرجة هو مُستنقَع أو بحيرة موسميّة (وفق الرواسب الموسميّة)،
مكان تتجمّع فيه المياه الراكدة دون ما يكفي من التصريف. المحاصيل الزراعيّة المتساقطة، التي تتميّز بسبات
شتويّ عميق – مثل العنب – لا تواجه مشكلة في التعامل مع مناطق المستنقعات هذه، لكن بالنسبة للزيتون
(وأشجار أخرى دائمة الخضرة) فإنّ المياه الراكدة هي كارثة. تتعفّن الجذور بانعدام التهوبة، وتعاني الشجرة
وقد تموت إذا لم يتمّ تصريف المياه لفترةٍ زمنية طويلة. لذا فإنّ مَن يتجوّل في الجولان لن يجد أشجار زيتون
بشكل كبير في المنطقة الشرقيّة، لأنّ ظروف الأرض ليست مؤاتية لذلك

كما هي الحال اليوم، فإنّ الطبيعة والبيئة تُمليان علينا طريقة العمل أكثر بكثير ممّا نتخيّل

ايهود سوريانو

إذًا، أين ينمو الزيتون ويزدهر؟ في الجزء الغربيّ والجنوبيّ من هضبة الجولان. غرب الشارع 98
التضاريس هي مُنحدَر معتدِل باتّجاه بحيرة طبريّا (حتى الانحدار الشديد فوق بحيرة طبريّا وقنوات الأردن
واليرموك). في هذا المُنحدَر الطبوغرافيّ تُصرَّف المياه دون إشكال، لذا ليس هناك ما يمنع زراعة الزيتون
بنجاحٍ كبير. تُبيّن الاستطلاعات الأثريّة في جنوب الهضبة ووسطها بشكلٍ واضح ما يلي: مَعاصِر الزيتون
موجودة بكثافة في القسم الغربيّ من الهضبة ومَعاصِر الخمر مُركَّزة في القسم الشرقيّ.لذلك، كما هي الحال
اليوم، فإنّ الطبيعة والبيئة تُمليان علينا طريقة العمل أكثر بكثير ممّا نتخيّل
وماذا عن شمال الهضبة؟ معظم القِسم الشماليّ من الهضبة مُغطّى ببازلت “حديث” لا يتيح تنمية محاصيل
زراعيّة. هناك “جُيوب” بازلت قديم، يمكن الزراعة عليها، لكنّ الأفضلية في هذه الجيوب هي لزراعة فاكهة
متساقطة. لذا فإنّ الزيتون أقلّ انتشارًا في شمال الهضبة مقارنةً بجنوبها – حيث أفضليته أكبر
الأدلّة الأثريّة: تُعيد المُكتَشفات الأثريّة إنتاج زيت الزيتون في هضبة الجولان إلى العصر النُّحاسيّ، قبل أيّامنا
بنحو 6,000 سنة. وطيلة فترة السكن في الجولان (خصوصًا الجزء الجنوبيّ الذي كان زراعيّا)، زُرع الزيتون
.واستُخرج منه الزيت
الأصناف: معظم الزراعة في الجولان من نوع الزيتون المُكثَّف. سبب ذلك اقتصاديّ في الأساس، والمساحات
الكبيرة والمستوية هي مثاليّة لهذه الزراعة. لهذا السبب، حتى الأصناف الرئيسية في هضبة الجولان هي
أصناف مُلاءَمة لزراعة الزيتون المُكثَّف؛ الأربكينا، الكروناكي، الأسكل، والصنف الجديد – الأربوزانا
موسم قطف الزيتون: بسبب الارتفاع الطبوغرافيّ، يبدأ موسم قطف الزيتون في وقتٍ متأخر نسبيّا في هضبة
الجولان – من تشرين الثاني حتى كانون الثاني
خصائص المذاق والرائحة: لزيت زيتون هضبة الجولان مذاقات غنيّة وقويّة بشكل عامّ، ترتبط بطريقة تطوُّر
.الثمرة طيلة الصيف والشتاء وبالأرض البازلتيّة الغنيّة
الزيوت من المنطقة التي يمكن إيجادها في متجر أسيف: كرونايكي أرض هجشور، كيبوتس جشور

الجليل

حدود القطاع: الجليل هو الممثّل الأبرز لما يُدعى “قطاع الجبل المركزيّ”. يعني ذلك المساحة التي تبتدئ
بالجليل الأعلى، عبر الكرمل والجلبوع، وتستمرّ داخل جبال نابلس في الضفّة الغربية وجنوبًا حتى جبل الخليل

الجليل هو إحدى أقدم مناطق زراعة الزيتون في العالَم، ووفق الأدلّة الأثريّة التي لدينا، هي المنطقة الأولى التي
استُخرج فيها زيت الزيتون. من العصر الحجريّ حتى أيّامنا – مع الشعوب التي مرّت على المنطقة وعاشت
فيها، الملوك الذين احتلّوها، في الحروب، فترات الجفاف، والكوارث الطبيعية – لم تتوقّف زراعة الزيت في
الجليل على الإطلاق. كما يليق بمنطقة زراعية عريقة، فإنّ هذه المنطقة أيضًا مرصوفة على طولها وعرضها
بأشجار زيتون قديمة، ذات جذور عظيمة، تحمل داخلها أسرارًا، تقاليد، ومعرفة منسيّة
يُقسم الجليل إلى قسمَين مركزيَّين: الأعلى والأسفل. تكوّن كلاهما نتيجةً لهزّة أرضيّة، ما أنتج مشهد سلسلة جبال
ومرجًا ضيّقًا نسبيًّا في جوانبه. تربة الجليل مُكوّنة خصوصًا من تفتُّت صخور جيريّة: طبشور يصبح تربة
الرندزينا، ودولوميت يصبح تربة البحر المتوسط الحمراء. هذان النوعان من التُّربة مثاليّان لزراعة الزيتون
خصوصًا والزراعة عمومًا. في شرق الجليل، خصوصًا في الهضاب الشرقيّة، الأرض بازلتيّة، من أثر اللافا
التي تدفّقت من هضبة الجولان قبل ملايين السّنين
الجليل الأعلى: يبدأ جغرافيًّا بارتفاع جبل الجرمق ويستمرّ كوحدة جغرافيّة إلى داخل الجنوب اللبنانيّ حتى نهر
الليطاني. في الغرب ينحدر باعتدال إلى البحر المتوسّط، فيما يهبط دراماتيكيًّا في الشرق إلى سهل الحولة. ذروة
الجليل الأعلى هي الجرمق، أعلى جبل في البلاد بعد جبل الشيخ. الجليل الأعلى “جامح” – أنهار تتدفق إلى

اتّجاهات مختلفة، سلاسل جبال يُكسَر تسلسلُها. ولهذا السبب، كان الجليل الأعلى على مرّ التاريخ مسكونًا أقلّ
من الجليل الأسفل وأقلّ زراعةً منه. الأماكن الملائمة رغم ذلك لتنمية محاصيل زراعيّة ملحوظة، وضمنها
الزيتون: مرج البقيعة، مرج بيت جن، مرج عكراف، مرج قدس، هضبة دلاثة، ومنحدَرات الجليل الغربيّ
الجليل الأسفل: 4 سلاسل جبال – سلسلة جبال الناصرة، سلسلة جبال طرعان، سلسلة جبال يودفات، وسلسلة
جبال كمّانة، و4 سُهول: سهل طرعان الذي يتّصل بسهل البطوف، سهل سخنين القصير، ومرج الشاغور. هذا
الترتيب هو أحد الأسباب التي جعلت الجليل مسكونًا باستمرار منذ عشرات آلاف السنين، حيث يسهل تدبُّر
الأمور فيه (مصادر مياه، طُرق، منطقة زراعيّة واسعة). الحدّ الجنوبيّ للجليل الأسفل هو جبال الناصرة، في
الشمال مرج الشاغور، في الشرق الهضاب المائلة (التي أربع منها موجودة ضمن الجليل: أربل، يبنيئيل،
سيرين، تابور)، أمّا في الغرب فهضاب البلّوط وشفاعمرو، وُصولًا إلى سهل حيفا/ عكّا وخليج حيفا.
ثمة تصريف جيّد للمياه في سهول الجليل الأسفل (عدا في سهل البطّوف)، لذا امتّدت زراعة الزيتون على كلّ
مساحة السهول والجبال – مساحة شاسعة ومريحة للزراعة. كروم الزيتون مُمتدّة من الطرف إلى الطرف،
وطريقة الزراعة السائدة هي التقليديّة – مسافات كبيرة بين كلّ شجرة وشجرة، هدفها تشجيع منظومة جذور
طويلة قادرة على تجميع مياه كبيرة قدر الإمكان من حولها استعدادًا للصيف المتوسّطي الحارّ.
الأدلّة الأثريّة: أحد الأدلّة الأقدم الموجودة لدينا، إن لم تكن الأقدم على الإطلاق حول البحر المتوسط حتى الآن
من تلّ صفورية، في الهوامش الغربيّة لجبال الناصرة، من عام 6000 قبل الميلاد. هناك اكتشافات لا تُحصى
لزراعة الزيتون في الجليل طوال كلّ الفترات حتى أيامنا، وهناك تقاليد عديدة مرتبطة بزيت الزيتون في
الجليل.
الأصناف: الأكثرية المطلقة من كروم الزيتون في منطقة الجليل هي من الصنف السوريّ
موسم قطف الزيتون: يبدأ بالمنطقة الغربيّة في الجليل، في القرى المتوجّهة نحو البحر المتوسّط، في منتصف
تشرين الأول، ويستمرّ إلى قلب الجليل بدءًا من تشرين الثاني، وينتهي في كانون الأول في الشرق. تكون
مميّزات الزيت وفقًا لذلك
خصائص المذاق والنكهة: بشكل عامّ، زيوت الزيتون في المنطقة هي بشكل عامّ هرمونيّة ومُتّزنة، مع مذاقات
حادّة وواضحة. في قرى غربيّ الجليل، يكون الزيت بشكل عامّ أكثر حدّة ومرارة، ويصبح أكثر رقّة كلّما تقدّمنا
شرقًا من حيث الاتّجاه، وداخل الشتاء من حيث الموسم (وهناك استثناءات طبعًا)
زيوت من المنطقة يمكن إيجادُها في متجر أسيف: كوراتينا من سنديانة الجليل من كفر كنّا، سوريّ ريش لكيش
من صفورية، سوريّ من كرمل سابا في عسفيا

السهل الساحليّ
حدود القطاع: السهل الساحليّ المُمتدّ من نهريّا شمالًا إلى قطاع غزّة جنوبًا


يمتدّ قطاع ساحل البحر المتوسّط على طول 200 كم – من رأس الناقورة حتى حدود البلاد في منطقة غزّة. في
شماليّ البلاد القطاع الساحليّ ضيّق، والجبال التي تحدّها قريبة من البحر الأبيض المتوسّط. كلّما توجّهنا جنوبًا
تأخذ في الانفتاح شرقًا، حتى يصبح صعبًا رسم حدّ واضح بين القطاع الساحليّ والمناطق التي تمسّه – وادي
الخليل والنقب الشمالي
الحدّ الشمالي للقطاع الساحليّ واضح وحادّ – سلسلة جبال سولام تسور التي ترتفع بحدّة. الحدود شرقًا هي
قطاع جبال الجليل الغربيّ والأسفل، الكرمل، جبال نابلس، ثمّ تلال وادي الخليل، حيث تتّصل الحدود الممتدّة
جنوبًا إلى النقب بالارتفاع على طول محور بئر السبع – أفيكيم – رفيفيم – حلوتسا. الحدود الطبيعيّة في الغرب
هي البحر المتوسّط طبعًا

من المُعتاد تقسيم السهل الساحليّ إلى 6 وحدات مختلفة: سهل ساحل الجليل الغربيّ، سهل ساحل عكّا، سهل
ساحل الكرمل، سهل ساحل الشارون، سهل ساحل يهودا، وسهل ساحل النقب
الأراضي في القسم الشمالي من السهل الساحليّ – من الجليل الغربيّ حتى شمال الشارون – هي بمعظمها
أراضي طمي مصدرها الجبال من الشرق. معظم سهل الشارون (سارونة) مُغطّى بأراضٍ من أنواع مختلفة –
كركار، تربة طفاليّة، أرض طمي، وتربة بحر متوسّط حمراء. القسم الجنوبيّ – ساحل بليشت وساحل النقب –
تربة رمليّة (مصدرها دلتا النيل) وراسب طفاليّ (مصدره الصحراء الكبرى). لأنّ لنوع التربة دورًا هامّا في
مميّزات زيت الزيتون، فإنّ تنوُّع أنواع التربة على طول السهل الساحليّ يؤدّي إلى تنوُّع هائل من الأساليب في
نفس الأصناف في نفس المنطقة، وأحيانًا في أراضٍ مجاورة أيضًا
الأدلّة الأثريّة: في الماضي البعيد، شارك السهل الساحليّ في ثورة كبيرة مرّت على صناعة زيت الزيتون
شرقيّ البحر المتوسّط. فالفلسطيّون، الذين وصلوا إلى الساحل الشرقيّ من البحر المتوسّط في العصر الحديديّ
(نحو 1200 قبل الميلاد)، جلبوا إلى هنا تقنيّات عديدة من صُنع الأدوات المعدنيّة وصناعة الأدوات
السيراميكيّة، ولكن لا تقلّ أهميّة عن ذلك مَعاصِر الزيت الصناعيّة، التي أتاحت تسريع تطوير فرع زيت
الزيتون في البلاد من العصر الحديديّ فصاعدًا
الأصناف: في الأجزاء الشماليّة من السهل الساحليّ، في الكُروم البعليّة، فإنّ الصنف السائد هو السوريّ. في
الكروم المرويّة، تركيبة الأصناف متنوّعة ومتغيّرة وفق حجم قطعة الأرض وأسلوب الزراعة. يمكن بشكل
أساسيّ إيجاد أصناف برنيع، كوراتينا، بيشولين، بيكوال، ومنزلينو، ولكن أيضًا كروناكي وأربكينا
موسم قطف الزيتون: موسم قطف الزيتون متنوّع أيضًا، ويمكن العثور على كروم تُقطَف مبكرًا في الموسم
(في منتصف تشرين الأوّل)، إضافةً إلى كروم التي تُقطَف فقط في كانون الأول (أواخر الموسم)
خصائص المذاق والنكهة: رغم الاختلاف الكبير، لزيت الزيتون في السهل الساحليّ مذاقات “حارّة” ومُزهِرة
وهو يميل إلى أن يكون مرّا ولاذعًا قليلًا (مقارنة بنفس الأصناف في الجولان أو النقب مثلًا)
الزيوت من المنطقة التي يمكن إيجادها في متجر أسيف: كروناكي من كيبوتس ميجال، “رواح يام” من
“ليفانت” من أفيحاي

مروج الأردن

حدود القطاع: المروج على طول نهر الأردنّ – من سهل الحولة شمالًا حتى جنوب وادي الأردنّ وصولًا إلى
البحر الميت
فيما يتعلق بالزيتون، فإنّ مروج الشقّ السوري – الإفريقي هي التحدّي الأكبر منذ أيّام القِدَم. في الواقع، حتى
داخل الشقّ نفسه، يكاد الاختلاف لا يُصَدَّق: ففي السفر من الشمال إلى الجنوب، نرى كلّ 40 كيلومترًا تقريبًا
محاصيل مختلفة تمامًا، فوارق هائلة في الرطوبة، مُناخًا يتراوح بين المتوسطي وشبه الاستوائيّ وشبه القاحل
أربع مناطق مناخيّة في نحو 160 كيلومترًا هوائيًّا

في السفر من الشمال إلى الجنوب، نرى كلّ 40 كيلومترًا تقريبًا
محاصيل مختلفة تمامًا، فوارق هائلة في الرطوبة، مُناخًا يتراوح بين المتوسطي وشبه الاستوائيّ وشبه القاحل


 إيهود سوريانو


الحدود الجغرافيّة لمروج الأردنّ واضحة، يرسمها الشقّ السوري – الإفريقي: من كريات شمونة شمالًا (250
مترًا فوق سطح البحر) حتى مصبّ نهر الأردن إلى البحر الميت جنوبًا (400 متر تحت سطح البحر). الحدود
في الشرق هي الجولان، الجلعاد، وجبال مُؤاب، أمّا في الغرب فالحدود يرسمها جبل المنارة، سلسلة جبال
صفد، الهضاب المائلة (حقوق، أربيل، يبنيئيل، سيرين، تسفئيم، ويساكر)، الجلبوع، وجبال نابلس
التربة في الشمال بمعظمها ترافرتين (نوع من الصخور الجيريّة)، مغطّاة جزئيّا بالبازلت؛ أمّا في منطقة بحيرة
طبريا فهي أساسًا تربة طمي من الجير، الطين الجيريّ، والبازلت. من جنوب بحيرة طبريا حتى البحر الميت
التربة بمعظمها طمي من الجير والطين الجيريّ، مع رواسب بازلتيّة تستمرّ حتى عيمك همعينوت

أدلّة أثريّة: هناك العشرات من آثار المَعاصِر القديمة في مروج الأردنّ، بدءًا من العصر النحاسيّ (قبل 7,000
سنة من أيّامنا)، مرورًا بالعصر الحديديّ، الحقبة الرومانية والبيزنطية، الحقبة العربية، وحقبة المماليك
الأصناف: يصعب الحديث عن صنف سائد على طول الشقّ. الكروناكي، الأربكينا، والأسكل هي السائدة في
الزراعة التي تُقطَف بجرّارات قطف العنب (يتمّ ذلك عبر إجراء تغييرات معيّنة لملاءمتها لقطف الزيتون. ولأنّ
أصل هذه الآلة يعود إلى قطف العنب، يجب أن تكون أشجار الزيتون مزروعة بشكل كثيف وعلى شكل جادة
حتى تتمكّن الآلة من قطفها. يُدعى هذا النوع من الغرس “الزيتون المكثّف”، أما البيكوال، الكوراتينا، البرنيع
والبيشولين فهي الأصناف المنتشرة في الزراعة المُعدّة للقطف بالهزّاز (آلة تُربَط بتراكتور، لها مخلبان يحيطان
بالجذع ويُسقطان الثمر في الشباك المفروشة على الأرض بواسطة الهزّ)
موسم قطف الزيتون: حين يكون الصيف طويلًا وحارّا، يتأخر تجميع الزيت. يصل قطف الزيتون إلى ذروته
بشكل قد يبدو مفاجئًا، في نفس الوقت مثل هضبة الجولان (الأعلى بنحو 600 – 700 متر) – بدءًا من منتصف
تشرين الثاني حتى الأيام المتقدمة من كانون الأول. وقد يصل أيضًا إلى كانون الثاني
خصائص المذاق والنكهة: زيت الزيتون في مروج الأردنّ أقلّ حدّة وذو نكهات ناضجة بشكل عامّ، ما ينتج عن
الحرارة المرتفعة صيفًا والنضج المتأخر
الزيوت من المنطقة التي يمكن إيجادها في متجر أسيف: كروناكي آسي من عيمك همعينوت

هضبة النقب وجبال النقب
حدود القطاع: هضبة النقب وجبال النقب – من بئر السبع إلى متسبي ريمون
منطقة قاحلة ويصعب العيش فيها، لكنها كانت على مرّ التاريخ مأهولة باستمرار والحياة فيها مزدهرة
الحدّ الشماليّ هو الخطّ الذي يصل بين رمال الخلصة (حلوتسا)، وادي بئر السبع، وهضبة عراد. أمّا الحدّ
الجنوبيّ فهو جرن رامون (وادي الرمّان). خطّ الحدود في الشرق هو وادي فقرا، وفي الغرب الحدود السياسيّة
مع مصر، وإن كان هناك امتداد جغرافيّ إلى داخل شبه جزيرة سيناء
هضبة النقب تمتدّ من الحدود الشمالية حتى الخطّ الذي يصل وادي فقرا، وادي غزّة، ووادي تسيبوريم، بين
200 و 500 متر فوق سطح البحر. معظم التربة هي راسب طفاليّ – تُربة مصدرها تفتُّت صخور جبال النقب
وسيناء. القسم الغربيّ (والشماليّ – الغربيّ) لهضبة النقب هو منطقة رمال نيتسانا والخلصة
جبال النقب تبدأ حيث تنتهي هضبة النقب وتستمرّ جنوبًا حتى جرن رامون (وادي الرمّان)، بين 500 و
1,000 متر فوق سطح البحر. في جبال النقب أيضًا التربة هي بمعظمها راسب طفاليّ، فيما الطرف الغربيّ
هو منطقة رمال نيتسانا والخلصة
الأدلّة الأثريّة: بدأ العصر الذهبيّ لزراعة الزيتون في النقب (والزراعة عُمومًا) بالسيطرة النبطيّة على المنطقة
(القرن الثالث قبل الميلاد)، وبتحصين طريق البخور من شبه الجزيرة العربيّة حتى ميناء غزّة. لعبت استراحات
الطرُق المُحصَّنة دورًا كمراكز استيطان زراعيّة مع الكثير من الحلول الإبداعيّة لتخزين المطر القليل الذي
يهطل، توجيه مياه الفيضانات، والاستغلال المثاليّ للمياه لصالح الإنسان
زراعة الزيتون اليوم في هضبة النقب وجبال النقب أكثر تطوُّرًا وحداثة، مع أقصى استغلال للماء، ولكن ليس
فقط الماء الذي يأتي من فوق، بل أيضًا الآتي من تحت، من تحت سطح الأرض – مياه جَوفيّة مالحة، القدرة
على استغلالها للريّ هي أحد الإنجازات الأعظم للزراعة في إسرائيل على امتداد أجيالها
الأصناف: بيكوال، سوريّ، كوراتينا، أربكينا، وكرونايكي، إضافةً إلى أصناف أخرى
موسم قطف الزيتون: قطف الزيتون في النقب، كما يُتوقَّع من منطقة مرتفعة وباردة، هو في تشرين الثاني حتى
كانون الأول

خصائص المذاق والنكهة: بشكل عامّ، زيت الزيتون في المنطقة هو بشكل عامّ هرمونيّ، مع قوّة شديدة
ومذاقات حادّة وواضحة
الزيوت من المنطقة التي يمكن إيجادها في متجر أسيف: سوريّ من مزرعة مروم من متسبي رامون
كرونايكي من مزرعة مسكيت من متسبي رامون

إيهود سوريانو حائز على لقب مختصّ في زيت الزيتون من جامعة خاين في إسبانيا. مستشار لمُنتِجي زيتون
في زراعة كروم الزيتون وإنتاج زيت الزيتون. قاضٍ في مسابقات دوليّة، مُدرِّس ومحاضر في موضوع زيت
الزيتون في البلاد والعالَم