توجه خال من المبيدات لابعاد الآفات الزراعيه

تقدم كروبس غارد طريقة مبتكرة لاستبدال الكيماويّات بترددات الراديو

متان شوفان |

عند زراعة الفواكه والخضار التي نشتريها من محلات السوبرماركت، وحتى في متاجر الخضار والفواكه في حاراتنا، يتم استخدام مبيدات الآفات، والتي يحتوي العديد منها على مواد كيماويّة ممكن أن تكون خطيرة للمستهلكين وللبيئة. كروبس غارد، شركة ستارت أب في مجال التكنولوجيا الزراعية (agritech) تعمل في موديعين، تعرض استبدال المبيدات الحشرية والقضاء على الحشرات الصغيرة بمساعدة تكنولوجيا ترددات الراديو والتي تقضي على الحشرات الصغيره داخل الدفيئات.

جوشواع كارش، نائب رئيس التسويق والتطوير التجاري الذي إنضم إلى المجموعة في 2020، تحدث مع أسيف عن التكنولوجيا، تنظيم اللوائح وما تعنيه زراعة النباتات دون المبيدات الحشريه للخضريين والمحافظين على الكشروت.

هل يمكنكم أن تشرحوا لنا عن هذه التكنولوجيا بلغة بسيطة؟

كروبس غارد هي حل يتكون من أجهزة وبرمجيّات تستخدم ترددات الراديو للقضاء على الحشرات التي يقل حجمها عن ثلاثة ملليمترات بطريقة فعّالة وآمنة. اليوم هذه التكنولوجيا هي الوحيدة من نوعها في العالم.

من أين أتت فكرة كروبس غارد؟

العالم الرئيسي في كروبس غارد، البروفيسور حانوخ زوسنك، يعتبر خبيرًا مشهورًا في التاثير المتبادل بين الفيروسات، النباتات المضيفة والعوامل الحشريه. كان يحلم بإيجاد حل يمكن أن يستبدل الكيماويّات المختلفة التي تستخدم للحفاظ على المحاصيل، تمكن من تحقيق هذه الرؤية خلال العمل مع كبير المختصين التقنيين لدينا، نداف بيتون، الخبير في تقنيات الاتصال المتقدمة.

جوشواع كارش, متان شوفان وميخال لفيت في مزرعة السقف في اسيف
تصوير دور كدمي

 تركز التكنولوجيا التي طورتها على الحشرات الصغيرة جدًا، ولكنها لا تؤثر على الملقحات. كيف تجدون هذه الطريق الوسطيّة ولماذا هي مهمة جدًا؟

أردنا التأكد من أن تقنيتنا لن تضر الملقحا منذ البداية، لذلك أجرينا اختبارات شاملة. هناك مشكلة عظيمة مع الملقحات في العالم ولم نكن نريد أن نتسبب في تفاقمها. رأينا خلال التجارب أنّ تقنيتنا بغاية الفعاليّة ضد الحشرات الصغيرة وهي في مراحل التطور المبكرة، مثل اليرقات والبيض. تعد القدرة على تدمير هذه المراحل المبكرة أمرًا ضروريًا، لأن القضاء على الجيل الثاني من الحشرات يتيح تقليل الخطر الذي تشكله على المحاصيل بشكل كبير.

في موقعكم على الانترنت أنتم تقولون إنه يتم استخدام تقنيتكم في إسرائيل وأستراليا. هل لا زلتم في مرحلة التجربة، هل تقومون بالبيع بشكلٍ مباشر للمزارعين؟ ما هي توقعاتكم فيما يخص الشركة في السنوات القادمة؟

لقد قمنا بعمل تجارب شاملة في مرافق أكاديميّة، بحثيّة، وتجاريّة في إسرائيل وفي أستراليا، ولدينا ثقة كبيرة في نجاعة تقنيتنا. لقد ثبت أنّ كروبس غارد أنها ناجعة تمامًا مثل مبيدات الآفات التجاريّة، لا بل ربما أكثر منها. تمت الموافقة على المنتج حاليًا للاستخدام في الولايات المتحدة، ونخطط لإكمال عملية الترخيص في كندا في الأسابيع المقبلة والترخيص الأوروبي في أوائل العام المقبل.

هل سيكون هناك استخدامات في الحديقة البيتيّة في المستقبل؟  ماذا عن الحقول الزراعية المفتوحة، خارج الدفيئات؟

عندما نقوم بتقديم كروبس غارد في العالم، يقول لنا الكثيرون:” أريد واحدًا كهذا لحديقتي في المنزل”. نحن نخطط لنسخة بيتيّة لكروبس غارد في المستقبل. حاليًا نعمل على إدخال تقنيتنا إلى الأسواق الإستراتيجيّة الرئيسية حول العالم، مع التركيز على الزراعة في بيئة خاضعة للرقابة. مع ذلك، نحن نخطط بالتأكيد للاستخدام في الحقول المفتوحة مستقبلًا، خصوصًا لمساعدة المزارعين على مواجهة بعض المشاكل الأصعب في العالم، مثل مرضهوانغ لونغ بنغ -اخضرار الحمضيات الآسيوي(غرينغ)، مرض بكتيري يصيب أشجار الحمضيات.

في موقعنا على الإنترنت:”تقنيّة كروبس غارد تعتمد على تقنيّة عسكريّة إسرائيليّة، يضاف إليها أكثر من عقد من البحث والتطوير.” هل تستطيعون أن تحدثونا عن التكنولوجيا العسكريّة التي اعتمدتم عليها؟

البروفيسور زونسك، عالمنا الرئيسي، عمل مع القوات الجويّة الإسرائيليّة منذ عقود. الطرق الحديثة التي يستخدم بها الجيش تقنية ترددات الراديو حفزته على اختبار كيفية دمج هذه التكنولوجيا في مجال الزراعة، خصوصًا في مجال حماية المحاصيل.

حدثتني في محادثة سابقة أنّ وزارة الاتصالات الإسرائيليّة تضع أمام الشركة تحديّات عديدة في مجال تنظيم اللوائح، بسبب استخدام ترددات الراديو. هل يمكنك التفصيل؟  يبدو أن التوتر بين الابتكار وتنظيم اللوائح هو أحد الصراعات النموذجية التي تواجهها شركات الستارت اب.

عند تطوير حل مبتكر بشكل جذري، قد يكون التعامل مع الهيئات التنظيميّة أمرًا صعبًا. تستخدم كروبس غارد تكنولوجيا الاتصال بشكل لم يتم العمل به حتى اليوم. نأمل أن ننهي العمليّة التنظيميّة في إسرائيل قريبًا – يحرص العديد من المزارعين على استخدام كروبس غارد للحفاظ على على محاصيلهم الغاليه.

كيف يختلف نهجك عن نهج مكافحة الآفات المستخدم في المزارع العضوية؟

سيكون من الأصح تسمية نهجنا “من دون مواد كيميائية” أو “من دون مبيدات”. في الزراعة العضويّة هناك جوانب أخرى مثل أنواع الأسمدة أو مبيدات الأعشاب، التي لا علاقة لها بعملنا. هدفنا هو استبدال المبيدات الكيماويّة الخطرة. نحن نعتبر تقنيتنا أداة فعالة بشكل خاص للمزارعين في الزراعة العضويّة، حيث يسعون جاهدين لزراعة محاصيلًا طبيعيّة قدر الإمكان.

استمرارًا للسؤال السابق: في بعض الدول، مثل الولايات المتحدة، تضع الوكالات الحكومية لوائح تنظيميّة على كلمة “عضوي”. كيف تُخطط كروبس غارد أن تتعامل مع الموضوع، إذا كانت لديها النيّة أساسًا؟

يستخدم مزارعون في مجال الزراعة العضويّة في العالم طرقًا لمكافحة المتكاملة للآفات (IPM)، لكن لم يكن لديهم مطلقًا تكنولوجيا مثل تكنولوجية كروبس غارد. لأن نهجنا لا يستخدم مبيدات، فهو ملائم بشكلٍ كاملٍ للوائح التنظيميّة العضويّة المختلفة في كل أنحاء العالم.

تصوير دور كدمي
تصوير دور كدمي

ما هي كمية الطاقة المطلوبة لتشغيل التكنولوجيا الخاصة بكم في الدفيئة؟

تقنيّة كروبس غارد لا تتطلب كميّة كبيرة من الكهرباء- استهلاك الكهرباء مشابه لاستهلاك جهاز كهربائي بيتي صغير. تتصل الأجهزة بسهولة بمصدر الكهرباء الموجود في الدفيئات التكنولوجيّة المتقدمة.

لنتكلم عن الخُضريّة. هل تتوقعون أن يتم توجيه نقد أو ممانعة من قبل الخُضريين؟

استخدام مبيدات الآفات هو موضوع حديث في المجتمع الخُضري عمومًا. سيقرر الخضريّون بأنفسهم ما هو أفضل مسار عمل بالنسبة لهم، ولكن يمكن القول بثقة أنّ الجميع يعارض استخدام مبيدات الآفات الخطرة للغاية والتي لها تأثيرات ضارة جدًّا على جسمنا وعلى البيئة. إن مجرد وجود بديل تكنولوجي لهذه المواد الكيميائية الخطرة هو أمر إيجابي تمامًا لأي شخص يسعى لاستخدامه.

في أحيانٍ كثيرة لا تكون المنتجات العضويّة كوشير، لأن الطهاة قد يجدون حشرات غير كوشير في الخضار الورقيّة أو في أوراق القرنبيط. هل حسب رأيكم يمكن لمنتوجكم “أن يفتح” السوق العضويّ للمحافظين على الكشروت؟

نحن نجري اتصالات أوليّة مع هيئات الكوشروت حول تقنيتنا. الحفاظ على المحاصيل يثير التحديّات بالأخص للمزارعين الذين يصوبون محاصيلهم للمجتمعات المتدينة، لأنهم لا يستطيعون استخدام الحشرات المفيدة. تقنية كروبس ستكون مجديّة لهذ الفئة من المزارعين بالأخص، وسوف تمنحهم موردًا مهمًا تقبله هيئات الكشروت.

بحث ديبرا فيرست


المزيد من مجلة اسيف