“صحن للغايب” هو مشروع يحيي ويخلد ذكرى ضحايا الحرب التي اندلعت يوم 7 أكتوبر من خلال تحضير أطباقهم المفضلة وإسماع قصصهم.
عادت تامي كوهن للطهي في مطبخ بيتها، في كيبوتس نير عام، لكن شيئًا لم يعد كما كان عليه. تقلي تامي حشوة اللحم التي يشتمهّا لوبي، كلب زيف، ولا يتوقف عن النباح. البوريكس بلحمة كان طبقًا محبوبًا في البيت كانت تحضرّه في نهايات الأسبوع وكذلك في الأيام العادية. “الكل بحب البوريكس بلحمة،” تقول، “خاصة زيف – كان يلتهمه التهامًا”.
أحب زيف طبخها لكنه بنفسه كان طباخًا ماهرًا، تقول تامي، وتضيف أنه اكتشف حب الطهي عندما انتقل إلى شقة خاصة به في الكيبوتس. لم يسبق أن طلب مساعدتها أو وصفاتها، حيث أنه أحبّ تجربة وصفات وأكلات جديدة لم يسبق أن حضرّتها هي في البيت، كورق الدوالي، الملفوف أو أطباق الكاري المختلفة.
تقول تامي إن زيف أحب تجربة أشياء جديدة. “كان يحبّ يجرب أشياء جديدة وإحنا دايمًا كنا معه وندعمه” تقول تامي، “ما عدا مرة وحدة – مرة واحدة ما قدرت أكون معه وأساعده، يوم 7 أكتوبر 2023”. رغم أنها تعرف أن الأمر لم يكن من ذنبها، أو بيدها، لا تتوقف تامي عن التفكير بأنها لم تستطع مساعدته في لحظاته الأخيرة.

قضى أفراد عائلة كوهن-شابيرا ليلة عيد سمحات توراه، يوم 6 أكتوبر، معًا في منزلهم في كيبوتس نير عام. قبل ساعات من العشاء، سأل زيف والدته عما تنوي إعداده لعشاء العيد، لكن جوابها (جولاش) لم يثر اهتمامه، تتذكر مبتسمة: “قال لي إنه الجولاش الي بعمله مش أحسن إشي”. أرسل لها وصفته الخاصة التي أعدَّت اليخنة الهنجارية بحسبها. “طلع واو”، تقول، “زيف أكل أصابعه وراه. على الأقل خليته يبتسم ويستمتع بوجبته الأخيرة”.
بعد أن انتهوا من تناول الطعام، تلقّى زيف مكان حفلة نوفا وغادر، تاركًا لوبي لدى والديه، كما فعل في كل مرة كان يذهب فيها إلى الحفلات، في البلاد أو في الخارج. استيقظ أبناء العائلة في الصباح على صوت صفارات الإنذار وسارعوا للاتصال بزيف الذي أخبرهم أنه، وأصدقاؤه، قد بدأوا بترك المكان. بعد حوالي ساعة، أرسلت له تامي رسالة تخبره فيها أن إرهابيين قد تسللوا إلى الكيبوتس، لكنه لم يخبرها أن المنطقة التي كان فيها كانت تعج بالإرهابيين أيضًا. “فكرت إنه أن الحرب كانت بس عنا، ما كنت أعرف إنه الحرب هناك كمان،” تقول، “كانت الكهرباء مقطوعة طول الوقت، وبس لما رجعت الكهرباء والإنترنت فهمنا شو عم بصير بريت الكيبوتس”.
آخر اتصالٍ بينهما كان الساعة الثامنة والنصف صباحًا. كان لديه ما يكفي من الوقت للتواصل مع أصدقائه حتى الساعة 08:50 – التي ساد فيها الصمت، والتي تعتقد أنها كانتساعة مقتله. بحثوا عنه لمدة ثلاثة أيام في المستشفيات وفي مراكز الشرطة، سعيًا للحصول على أي معلومات. عندما تلقوا اتصالًا من الشرطة في الساعة الثانية فجرًا عند إقامتهم في فندق للنازحين في تل أبيب، أدركت أن مصيبة قد حلّت عليهم.
وُلِد زيف عام 1997 في إيلات لتامي (تمار) شابيرا ويحيئيل صباغ، ثم انتقل مع والدته إلى كيبوتس نير عام بعد زواجها من باتريك كوهن، الذي ربّاه كأب. أطلق عليه أصدقاؤه لقب “ببِه” الذي أضافه لاحقًا لبطاقة هويته مع اسم عائلة والدته.
كان لزيف خمسة أشقاء: أفيئيل ومور صباغ، أبناء يحيئيل، وتال وجيل ودان كوهن، أبناء تامي وباتريك. تقول تامي أن زيف بدأ يتقرب من اخوته الأصغر سنًا بعد أن ترك البيت وسكن في شقة خاصة به في الكيبوتس، حيث أنه كان مشغولًا قبل ذلك بأصدقائه وحركة الشبيبة العاملة والمتعلمة، التي تطوع فيها أيضًا في عام خدمة قبل تجنده للجيش. لكن منذ لحظة انتقاله إلى شقته الخاصة، بدأ إخوته الأصغر يزورونه ويقضون معه الوقت معه ويعتنون بكلبه “لوبي”، تقول تامي.
تضيف تامي أن الجميع أحبوا زيارة شقة زيف. كان اجتماعيًا وكان له أصدقاء كثر وأحب استضافتهم وتدليلهم، حيث زرع الورود، وضع جاكوزي، وكان يركب دفاية في الشتاء – كل هذا حتى يقضوا لديه وقتًا ممتعًا. كانوا يجلسون لديه طوال الليل، يلعبون كاتان أو يتحدثون ويحتسون البيرة.
تقول تامي إن زيف كان في صغره مشاغبًا ومشاكسًا، وتضيف مبتسمةً: “كان متمرد كثير لأنه كان يعرف إننا دايمًا رح نكون معه ونساعده لما يحتاج”. حتى عندما اكتشفت أنه يدخن، عندما كان في الصف الحادي عشر، لم تغضب واكتفت بأن تخبره أنها تعلم، وعندها أدرك أن بإمكانه أن يخبرها بكل شيء وأن يثق بها دائمًا. اكتشف زيف مع الوقت مواهب أخرى لديه، وتعلم صناعة المجوهرات كهواية واللِحام كمهنة. “كل ما كان يلاقي سلك بالجنينة كان يعمل منه زينة للجنينة،” تقول.
عندما لم يكن يعمل بأيديه، كان زيف ينساب في الموسيقى التي كانت كل حياته. على جدار شقته في الكيبوتس كتب أغنيته الأولى، والتي تحسن وصف المشاعر التي خلفها وراءه بعد رحيله:
“بريق صغير من الشوق
يبدو كنجم من بعيد،
نقترب منه لندرك أنه
ندفة ثلج صغيرة ورقيقة
تذوب بين الأصابع كما لو لم تكن موجودة أصلًا،
وكل ما يبقى منها،
هو الشعور بأثرها هناك…”
1 بصلة كبيرة مفرومة لمكعبات متوسطة الحجم
3 ملاعق كبيرة زيت قَلي (ليس زيت زيتون)
1 كغم. لحمة مطحونة خفيفة الدهن
1 كغم. عجينة منتفخة
علبة رب البندورة (260 غم.) مفضل بلا سكر
1 ½ ملاعق صغيرة كركم
1 ½ ملاعق صغيرة بابريكا حلوة
½ ملعقة صغيرة كمون
1 ملعقة كبيرة سيلان
1 ملعقة كبيرة مسحوق الثوم
لطبقة الطلاء
1 بيضة
1/3 كأس سمسم
½ ملعقة كبيرة ملح
- نقلي البصل على نار متوسطة-عالية حتى يصبح لونه شفافًا. حوالي 5-7 دقائق.
- نضيف اللحمة ونقليها مع البصل حتى تستوي ويتغير لونها. حوالي 5 دقائق.
- نضيف الكركم، الفليفلة الحلوة، الكمون، الثوم، رب البندورة، السيلان، ونخلط. نطهو لمدة ربع ساعة تقريبًا. نخلط جيدًا ونطفئ اللهبة. نبردّ اللحمة لدرجة حرارة الغرفة.
- نفتح رزمة العجين ونقطعه لخمس قطع متساوية الحجم.
- نفتح ورقة العجينة بالعرض ونغطيها باللحم بسخاء ثم نغلقها بحيث نحصل على اسطوانة طويلة.
- ننقل الاسطوانة إلى صينية كبيرة مغطاة بوَرَق الزبدة بحيث يتجه الجانب المغلق (المرصوص) إلى الأسفل ويكون الجزء المتجانس متجهًا نحو الأعلى. نعيد على العملية مع باقي مربعات العجينة حتى نحصل على 5 اسطوانات كبيرة محشية باللحم.
- نشق كل اسطوانة باستخدام السكين (3 شقوق في كل اسطوانة).
- ندهن الاسطوانات ببيضة مخفوقة ونرشّ عليها السمسم. ندخل الصينية إلى فرن سخنّاه مسبقًا على درجة حرارة 200 لمدة 22-25 دقيقة حتى يصبح لون الاسطوانات ذهبيًا.