“صحن للغايب” هو مشروع يحيي ويخلد ذكرى ضحايا الحرب التي اندلعت يوم 7 أكتوبر من خلال تحضير أطباقهم المفضلة وإسماع قصصهم. شلومي جوزلان يحضّر ستيك الترتار البقري الذي كانت تحب صديقته المرحومة، عديئيل تويتو، أن يعدّه لها بعد كل سهرة في الخارج.
لا يعرف شلومي جوزلان كيف يتحدث عن صديقته، عديئيل تويتو، بصيغة الماضي; كمن كانت ولن تعود. ألم حاد يعتريه، يضيق نفسه. يعجز شلومي عن إيجاد الكلمات الملائمة لوصف ما يمّر ويشعر به منذ علم أن من كانت جزءًا لا يتجزأ من حياته قتِلَت بوحشية في 7 من أكتوبر في مهرجان نوفا في رِعيم، عن عمر يناهز 32 عامًا، بينما كانت الكثير من الخطط والأحلام بانتظارها، كما يقول شلومي بحزن.

“كل سنة بعيد ميلادي كانت تبعثلي رسالة معايدة”، يقول شلومي، “السنة طبعا مبعثتليش عشان هيك طلعت الرسالة من السنة الماضية على الستوري. وحدة من الأشياء الي كتبتلي اياها كان: صح إنت أكبر مني بس بسنتين، بس مرات بحس إنهن عشر سنين. أخذلي وقت أفهم إنه عَديئيل كانت مثل أختي الزغيرة”.
يعرف عديئيل وشلومي أحدهما الآخر منذ الطفولة. ترعرع الاثنان في اللد معًا، لكنهما تقربّا أحدهما من الآخر قبل ثماني سنوات، عندما بدأت عديئيل تعمل في شركة التأمين نفسها التي يعمل بها شلومي. المدينة التي ترعرعا بها، وذكرياتهما المشتركة منها، كانت أساسًا متينًا لبدء علاقة صداقة قوية، لكن ما جعل منهما صديقين مقرّبَين، كما يقول شلومي، كان حبهما الكبير للطعام والطبخ وحلمهما المشترك بأن يصبحا طاهين محترفين. “كنا نروح مع بعض على مطاعم ونطلب كل الوجبات عشان نذوقها، وكنا نشرب كثير كمان”، يقول شلومي مستحضرًا لتجارب الطعام الممتعة التي كانا يخوضانها معًا لاكتساب المزيد والمزيد من المعرفة في المطبخ والطهي. “كانت صاحبة كيف ودايمًا كانت رفقتها كيف وانبساط. عشان هيك كثير كثير مستفقدلها اليوم. كل مرة بشرب كاس بقول “بصحة عَدي”.
اعتاد الإثنان الخروج إلى الحفلات والاستمتاع بوقتهما، كما كانت عديئيل تحب. عندما كانا يعودان من الحفلات في أوقات متأخرة من الليل، متضورين جوعًا، كانا يفتحان البراد ويحضّران أي شيء من محتوياتها. يقول شلومي أن أحد أطباقهما المفضلة التي كانا يحبان تحضيره لنفسهما (وكانت عديئيل تحب أن يحضّره شلومي لها)، كان الترتار البقري، الذي كانا يحضرانه مع “كل إشي زاكي” كانا يجدانه في البراد، بعد فرمه “ناعم ناعم” بالسكين الحاد. بعد التتبيل والخلط، كانا يضعان الترتار اللذيذ على شريحة خبز محمص، مع أيولي بالطبع، ويلتهمانه بشهية. “أكثر إشي كنا نحب الوجبات الزغيرة مع المشروب”، يقول شلومي، “بس الترتار كان التوب – كانت تموت عليه”.
شارك الاثنان قبل حوالي ثلاث سنوات في الموسم الثاني من برنامج الطهي “My Kitchen Rules”، الذي يتنافس فيه أزواج من المشاركين على جائزة نقدية لافتتاح مطعم خاص بهما. يقول شلومي أنهما كانا قبل، وأثناء المشاركة في البرنامج، يتدربان ويطبخان معًا في مطبخه، أو في مطبخ والدة عديئيل، التي ورثتها موهبتها في الطبخ. لم يغرم الحكام فقط بالصديقين، بل الجمهور أيضًا، بفضل الديناميكية المميزة بينهم والشفافية التي جلباها معهما إلى الشاشة.
ازدهرت عديئيل، بعد عرض البرنامج، مع الكيتريغ الخاص الذي فتحته، وعملت أيضًا مع الشيف حاييم كوهين، الذي كان واحدًا من الحكام في البرنامج. “دايمًا كنت أحس إني مثل أخوها الكبير وإني لازم أحميها، بس آخر فترة، لما بلشت تشتغل لحالها وتتطور، بطلّت هيك”، يقول شلومي، “كان عندها كثير أحلام، منها إنها تفتح مكان خاص. رح نحيي ذكراها والأشياء التي بتحبها بكل طريقة”.
300 غم. فيليه عجل طازج
1 بصلة شالوت صغيرة مفرومة
½ قرن فلفل حار (تشيلي) مفروم
4 أوراق نعناع مفرومة ناعم
القليل من الثوم المعمر (عيريت)
5 حبات قبار مفرومة ناعم بعد غسلها وتجفيفها
1 ملعقة صغيرة خردل حب
1 ملعقة كبيرة زيت زيتون
1 ملعقة صغيرة خل بلسمي
½ 1 ملاعق صغيرة ملح
½ ملعقة صغيرة فلفل أسود
لأيولي الكزبرة والبقدونس
1 بيضة
2 صفار بيض
2 فصوص ثوم
1 ملعقة صغيرة ملح
½ ملعقة صغيرة خردل أملس
2 ملاعق كبيرة خل نبيذ
1 كأس زيت نباتي
¼ ضمة كزبرة
¼ ضمة بقدونس
للتقديم:
4 شرائح خبز مخمّر (sourdough)
القليل من زيت الزيتون
- نبدأ بتحضير الأيولي: في الجهازة (أو الخلاط)، نطحن الثوم، الخل، الكزبرة، البقدونس، الملح، الخل البلسمي والخردل حتى نحصل على مزيج “خشن”.
- نضيف البيضة وصفار البيض ونخلط المزيج بسرعة عالية لمدة 2 دقائق أخرى. نخفض السرعة لسرعة متوسطة ونسكب الزيت بوتيرة ثابتة حتى نحصل على قوام كْريمي. نتذوق ونعدّل التتبيل بالملح والخل إذا لزم الأمر. نحفظ الخليط بالبراد في وعاء مغلق حتى التقديم. إنتبهوا: ليس من المستحسن تناول الأيولي بعد مرور أكثر من 24 ساعة على تحضيره لأنه يحتوي على البيض النيء.
- نحضر الترتار: بواسطة سكين حادة، نفرم اللحم ناعم ونخلطه مع بقية المكونات في وعاء.
- نقدم: نسخن القليل من الزيت في قلاية شواء ونحمّص عليها شرائح الخبز حتى تتحمص. ندهن طبقة سميكة من الترتار على كل شريحة ونضع عليه ملعقة أيولي صغيرة.
* الوصفة أعلاه مطابقة للوصفة الاصلية ولم يحدَث بها أي تغيير.