“صحن للغايب” هو مشروع يحيي ويخلد ذكرى ضحايا الحرب التي اندلعت يوم 7 أكتوبر من خلال تحضير أطباقهم المفضلة وإسماع قصصهم. ليئات، أم المرحوم أوفك ربيع، تحضّر الحرايمي التي كان يشتاق لها ابنها في كل مرة كان فيها بعيدًا عن البيت.
على مدى ستة أشهر تجوّل المرحوم أوفِك ربيع في أمريكا الجنوبية كان يتصل خلالها كل يوم جمعة ليتمنى لوالديه “شابات شالوم” ويخبر أمه كم يتوق لطبق السمك الذي تحضّره، كما كان يفعل أثناء خدمته العسكرية، تقول والدته ليئات. في كل مرة كان يقضي فيها أمسيات الجمعة بعيدًا عن البيت كان يتصل بوالديه وينهي المكالمة قائلًا: مشتاق لسمكاتك يمّا”.
تقول ليئات أنها لا تطبخ كثيرًا وأنها تعلمت تحضير هذه الوصفة قبل 15 عامًا، من صديقتها رينا الطرابلسية، وهي تحرص منذئذ على تحضيرها مساء كل جمعة وتقديمها كوجبة أولى إلى جانب سلطة البندورة الحارة، الطحينة والحالاه. يحب أولادها تناول الطعام الحار منذ صغرهم – خاصة أوفِك.
“مين بصدق إنه بعد سنة ونص بالجيش وبأمريكا الجنوبية ماتلنا هون، حدنا” تقول ليئات، كما لو كانت تحدث نفسها، بينما تضيف الثوم والفلفل الأخضر الحار للزيت الساخن.

لم يتناول أوفك عشاء الجمعة الأخير معهم. بينما قضت والدته، وزوجها أورن، العيد في إيلات مع ولديها الصغار، ذهب أوفِك مع صديقَيه، المرحوم غال دنجوري والمرحوم نَداف بارتل إلى الحفلة في نوفا على مقربة من كيبوتس رعيم. في الساعة 06:30، عندما بدأت صفارات الإنذار تنطلق، ركب الثلاثة سيارتهم للهرب من المكان لكنهم صادفوا كمينًا على مقربة من كيبوتس مفلسيم، فخرجوا للاختباء بين النباتات.
المكالمة الهاتفية الأولى التي تلقّوها كانت في الساعة 08:00، من إيفون، والدة غال، ولأنهم متدينين ولا يجرون الاتصالات أيام السبت، أدركت ليئات على الفور أن شيئًا سيئًا قد حدث وحاولت التواصل بأوفِك الذي لم يرد على مكالمتها لكنه كتب لها: “بقدرش أحكي، سرقولي السيارة وفي حوالينا مليان مخربين. بحبكو كثير، حتى لو ماضليتش طيب”. في رسالته الأخيرة كتب لها نص صلاة وأجابته أن يحافظ على رباطة جأشه وطلبت من ابنتها أن تستدعي أباها من الكنيس. معًا حاولوا القيام بكل ما في وسعهم، وتوجهوا للشرطة والشاباك ونائب وزير الأمن، لكن أحدًا لم يعرف ما كان يحدث هناك.
غادرت العائلة إيلات متوجهة نحو بئر السبع، على أمل العثور على أوفك وأصدقائه في نقطة التجمع التي نقِل إليها بعض الناجين من الحفلة. في الوقت نفسه، خرجت إيفون، والدة غال، وديدي، والد نَداف، إلى مفلسيم، حيث تم تتبّع هواتف أولادهما. وصل كلاهما إلى المنطقة قبل وقت طويل من وصول القوات العسكرية. وهناك، في المنطقة المحروقة، تعرف الأهالي على جثث الأصدقاء الثلاثة وقاموا بإخلائهم بأنفسهم. تلقى ليئات وأورِن النبأ المرير بوفاة أوفِك وهما في السيارة مع طفليهما الصغيرين.
كان أوفك، غال ونداف أصدقاءً مقربين منذ المدرسة الابتدائية. كان الأصدقاء مرشدين في الكشاف، وخدم كل منهم في وحدة مختلفة في الجيش، ثم سافروا بعد الجيش معًا إلى أمريكا الجنوبية. جاء الثلاثة إلى الحفلة معًا، قُتلوا معًا ودُفنوا معًا. “من حظنا إنّا لاقيناهن وقدرنا ندفهنهن،” تقول ليئات باكية، “في ناس ملاقتس ولادها حتى”.
تقول ليئات عن أوفِك، ابنها الذي قُتل بعمر 23 عامًا، أنه كان شابًا وسيمًا بشوشًا كانت ابتسامته ساحرة; طالب متفوق ومرشد محبوب في الكشاف. خدم ضابطًا في الجيش وكان لاعب كرة قدم هاوٍ اعتاد الركض في كل فرصة ليلعب ويركل الكرة. تضيف كذلك أنه، وبعد وفاته، اكتشفت العائلة جانبًا آخر منه: مضحك ومزّيح اعتاد إضحاك الجميع.
في رحلته إلى أمريكا الجنوبية، التي عاد منها قبل ثمانية أشهر من مقتله، التقى أوفِك بيوفال التي وقع بحبها. عاد الاثنين إلى إسرائيل وهما في علاقة وسرعان ما أصبحت يوفال بنت بيت أيضًا. “هي كمان صارت تجب توكل السمك معنا”، تقول ليئات وهي تغمر قطع السمك بالصلصة حتى تكتسب جميعها طعمًا حارًا.
⅓ كأس زيت قلي
1 بصلة، مفرومة ناعم
½ 1 ملاعق كبيرة بابريكا حلوة
1 ملعقة كبيرة بابريكا حارة
1 ملعقة صغيرة كمون
1 ملعقة صغيرة ملح
10 فصوص ثوم مقشرة ومقسمة لأنصاف
3 قرون فلفل أخضر حار (نزيل منها الأطراف ونشقها بالطول)
½ 2 ملاعق كبيرة مليئة رب بندورة
½ 1 كؤوس ماء مغلي
4 قطع فيليه مشط
- نسخن الزيت على نار متوسطة في قدر مسطحة وواسعة.
- نضيف البصل المفروم للزيت ونقليه مع التحريك بين الحين والآخر حتى يطرى البصل ويصبح لونه ذهبيًا، لكن دون أن يحترق.
- نتبل بالبابريكا الحلوة، البابريكا الحارة، الكمون والملح. نخلط المكونات ونقليها لمدة 1 – 2 دقائق.
- نضيف الثوم والفلفل الحار ونقلي قليلًا.
- نضيف رب البندورة ونصب الماء المغلي.
- نخفض النار ونطهو المكونات لمدة 5 دقائق.
- نضع قطع السمك في الصلصة ونسكبها عليها بواسطة ملعقة ونطهو لمدة 15 – 20 دقيقة.
* الوصفة أعلاه مطابقة للوصفة العائلية ولم يحدَث بها أي تغيير.