“صحن للغايب” هو مشروع يحيي ويخلد ذكرى ضحايا الحرب التي اندلعت يوم 7 أكتوبر من خلال تحضير أطباقهم المفضلة وإسماع قصصهم. أييلت إبشتاين، التي فقدت ابنها نيطع، تشاركنا بوصفتها لفطيرة الذرة التي لها ذكريات كثيرة من ابنها معها.
تعرف أييلت إبشتاين تحضير وصفة فطيرة الذرة عن ظهر قلب، حيث أنها اعتادت تحضيرها لأولادها منذ صغرهم، مرة واحدة في الأسبوع على الأقل.
عند ولادة نيطع، ابنها البكر، فتشت أييلت عن وصفات مغذية وغنية بالبروتين للرضيع تكون في الوقت نفسه سهلة وسريعة التحضير لأم شابة مشغولة وباستخدام المكونات الموجودة دائمًا في البيت. سرعان ما أصبحت فطيرة الذرة المقحمشة الأكلة المفضلة على نيطع وأختيه الصغيرتين، حتى أصبح لها مكانة مرموقة في مجموعة الوصفات العائلية.
عندما كان في الجيش، كانت أييلت تحضّر له الفطيرة في قموع كابكيك شخصية وترسلها معه إلى القاعدة، بكميات أكبر كل مرة، لأن أصدقائه أيضًا بدأوا يطلبون “فطيرة أم نيطع”. تضيف أييلت أنه كان يحب تناولها بأي شكل: ساخنة، باردة أو فاترة; على العشاء مع السلطة والجبن أو ينقرش عليها.

كانت فطيرة الذرة الأكلة الأولى التي حضرتها في بيتهم الجديد في ييشوف متان. في اللحظة التي خرجت فيها الفطيرة من الفرن وفاحت رائحة الذرة الحلوة، قالت لها بنتاها “ريحة بيت”. منذئذ، في كل مرة يريدون الشعور بالبيت وأن نيطع قريب منهم، تحضّر أييلت الفطيرة وتملأ المكان برائحته.
أمضت عائلة إبشتاين كل حياتها في كيبوتس كفار عازا. كلتا العائلتين، عائلة أييلت وعائلة أوري، زوجها، عاشتا في كيبوتس في شمال النقب. عائلة كبيرة تتكون من الأجداد والأعمام والعمات وأبناء الإخوة وأبناء العمومة من الجانبين عاشوا جنبًا إلى جنب، حتى اضطروا لمغادرة بيوتهم التي هدِمَت. في 7 أكتوبر، قتِل 64 من سكان الكيبوتس، من بينهم خمسة من أقربائهم: بيلها إبشتاين (والدة أوري)، قُتلت في بيتها. أوري روسو وأوفير ليبشتاين، أصهرة أييلت، قتِلا في فرقة الطوارئ عندما خرجا للدفاع عن الكيبوتس. نيتسان ليبشتاين، ابن أخيها، قُتل في حي الشباب، على مقربة من ابنها نيطع.
عاش نيطع في حي الشباب مع خطيبته إيرِن. دخل الاثنان الملجأ في الساعة 06:30، منذ اللحظة التي بدأت تدوي فيها صافرات الإنذار، مثل أعضاء آخرين الكيبوتس الآخرين ومكثا هناك. عند الظهيرة، وصل الإرهابيون إلى حي الشباب ونجحوا بفتح باب ملجأ نيطع وإيرِن وبدأوا بإلقاء القنابل اليدوية عليهما. تمكن نيطع من رمي اثنين منهم خارجًا، بينما تدحرج الثالث باتجاه إيرِن. قفز نيطع عليه وتلقَّى الضربات منه بينما أطلق عليه إرهابي آخر النار وتأكد من موته. اختبأت إيرِن وراء جثة نيطع على مدى ساعات، بينما واصل الإرهابيون عمليات القتل في الكيبوتس – ما أنقذ حياتها.
ولد نيطع في العام 2000 لأييلت وأوري إبشتاين. الأخ الأكبر لرونا وألما وصديقهما المقرَّب – كما تقول والدته واصفةً علاقته المميزة بأختيه الصغيرتان. كيبوتسنيك يأسر القلوب، مولع بكرة القدم: كان حارس مرمى فريق شبيبة هبوعيل بئر السبع، ومشجع لبيتار القدس وفرق أخرى من أوروبا. عاش منذ طفولته في ظل جولات القتال وإطلاق النار على بلدات الجنوب. عندما كان في الصف الثاني عشر، بادر مع أولاد صفه لمسيرة شبيبة حاشدة من مدرسة شعار هنيغف إلى الكنيست كان شعارها: “دعونا نكبر بسلام”، بهدف تحفيز صانعي القرارات على وضع حد لإهمال سكان الجنوب.
تطوع نيطع قبل تجنيده لمدة عام في هوستل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. سرِّح في يوليو 2023 من الجيش وكان من المفترض أن يتزوج من إيرِن في أبريل. كم سعدت والدته عندما سرِّح من الجيش أخيرًا، وكم اطمأن بالها – شعرت أنها قدرت على التنفس مرة أخرى وأخيرًا، ببال من خطرت أنها كانت ستفقده هنا قريبًا، وفي البيت.
لو لم يقفز على القنبلة التي ألقِيَت على إيرِن، كان من المحتمل أن يموت الاثنان معًا. لكنه أنقذ حياتها على الأقل. كان هذا خياره، وآمل أنه يعرف أنه نجح بذلك أيضًا. خلّف نيطع بذلك رسالة للجميع – الاستمرار والتمسك بالحياة.
أثر نيطع على الكثيرين – في مماته كما في حياته. بادر مجتمع “صانعو البيرة في إسرائيل”، الذي كان نيطع جزءًا منه، لمشروع تخليدي لذكراه، ونشروا وصفة البيرة الأخيرة التي صنعها وطلبوا من أفراد المجتمع تحضيرها لذكراه. بعد أسابيع قليلة من وفاته، بدأ الناس من جميع أنحاء البلاد، ومن مختلف الأطياف السياسية، يقصدون بيتهم حاملين زجاجات البيرة في أيديهم تخليدًا لذكرى نيطع. أصدر معمل التقطير “Milk and Honey” ويسكي سينجل مالت تخليدًا لذكراه. دُعي أفراد العائلة إلى ألمانيا، إلى ملعب فريق بوروسيا دورتموند لكرة القدم، لمشاهدة المباراة التي صمت خلالها الجمهور لمدة دقيقة تخليداً لذكرى نيطع بينما كانت صورته معروضة على شاشات ضخمة.
لكن أي من هذا لن يعيد لها نيطع. رائحة عرقه بعد عودته من لعبة كرة قدم، صوت حقيبته تقع على الأرض بعد عودته من الجيش وهو يسأل “شو في ع الغدا؟” ولا الحب الذي كان ينشره حوله ويمنح منه للجميع.
330 غم. (1 علبة كبيرة) ذرة، مصفّاة من الماء
250 غم. (1 علبة) جبنة كوتج 5%
1 ملعقة صغيرة ملح
½ كأس حليب عادي
3 بيضات
100 غم. زبدة مذوَّبة
3 ملاعق كبيرة شوفان ناعم
250 غم. جبنة مالحة (فيتا أو بلغارية) مفتَتَّة أو لَبَن (شو ما في بالبرّاد – لإضافة البروتين)
1 كأس جبنة موتساريلا مبروشة
- نسخِّن الفرن على درجة حرارة 180 ونزيّت قالب الخَبز.
- نخلط جميع المكونات بواسطة ملعقة خشبية. نترك حفنة موتساريلا جانبًا لرشّها على الوجه.
- نسكب الخليط للقالب المزيَّت، نرشّ حفنة الموتساريلا على الوجه وندخل القالب للفرن لمدة 30 دقيقة أو حتى يصبح لون الخليط غامقًا.
- تأكَل ساخنة – يوصَى بتناولها مع سلطة خضار طازجة.
* الوصفة أعلاه مطابقة للوصفة العائلية ولم يحدَث بها أي تغيير.