“صحن للغايب” هو مشروع يحيي ويخلد ذكرى ضحايا الحرب التي اندلعت يوم 7 أكتوبر من خلال تحضير أطباقهم المفضلة وإسماع قصصهم. أييلت كتسير تحضِّر الحلوى التي كان زوجها، دافيد، يستلذّ به في كل مرة كانت تحضّرها له.
كل من في كفار عازا كان يعرف دافيد، بشعره الأشعث وأيديه القوية وقلبه الكبير، الذي كان دائمًا يمشي محاطًا بسرب من الحمام. كان دافيد أبًا، جدًا، وصديقًا أطلق عليه الجميع اسم “كتشكو”، بينما أطلقت عليه زوجته أييلت اسم “دوف”، أو “حبيبي دوف”.
وحبيبها دوف، تقول، أحب التجول في البلاد وركوب الجيبات ودائمًا كان ينظم رحلات في الطبيعة كانوا يخرجون إليها مع خمس عائلات أخرى. “مشاوير كتشكو” كان يسميها، وكان، كمرشد متمرِّس ونشيط، يستعد مسبقًا ويدرس المنطقة جيدا، وهو يقود جيب جراند تشيروكي جهّزه و- “زبّطّه” كان يصلحه بنفسه.

خرج دافيد في السابع من أكتوبر لرحلة جيبات مع مجموعة متنزهين. لم تنضم إليه أييلت هذه المرة لأنها كانت تنوي الذهاب لقطف التوت مع ابنها وحفيدتها. خرج دافيد من البيت في كفار عازا في الساعة 6:25 واتصل بها في الساعة 6:40 بعد أن بدأ القصف الذي لم تسمع أييلت أزيزه لأنها كانت نائمة. لكن اتصاله نجح بإيقاظها. طلب منها دخول الملجأ وهي طلبت منه ألّا يعود رغم أن من الواضح أنّه كان في طريق العودة. لكنه لم يعد. وعندها أدركت أييلت أنه قد توفي. “مش معقول يختفي هيك فجأة، حتى لو خطفوه، كان بلاقي طريقة يتواصل معي فيها”، تقول. وبالفعل، كان دافيد في طريقه إلى البيت عندما تعرض لإطلاق النار عند مدخل الكيبوتس، ليموت عن عمر يناهز 72 عامًا.
كان لدافيد وأييلت كتسير خمسة أولاد، اثنين منهما من زواجه الأول. “كنت مغرومة فيه ع الآخر”، تقول، “كانت حياتنا الزوجية صعبة لأنه إحنا الثنين صعبين وعنيدين بس حبنا كان كثير كبير ومميز. كان أعّز صديق علي، وكنت دايما أعرف إني بقدر أركِن عليه”
تكاثر الحمام تحت رعايته المتفانية وملأ خمسة أقفاص بناها بيديه وركّب فيها نظام ماء خاص. كان يطعِم الزغاليل الصغيرة بنفسه بواسطة إبرة صغيرة وكان يطلق على كل منها اسمًا مضحكًا. أصبح هذا سرب حميم هائل، أكثر من مئة حمامة اعتادت الطيران والتحليق حوله.
كان كل ما يثير اهتمام دافيد يصبح موضع دراسة وبحث وتمرّس، كما تقول عنه أييلت بفخر. كان مبدعًا واعتاد تعليم نفسه بنفسه وكرّس حياته لكل ما أثار فضوله، وكان يقدم العون والمساعدة للغير دائمًا. تقول أنه كان يقّل الجارة هذه لزيارة زوجها في بيت المسنّين ويساعد الأخرى في نقل المشتريات إلى البيت. تقول أنه سمع مواءً في أحد الأيام ووجد قطة مصابة بصنارة صيد فاعتنى بها وأنقذ حياتها. اعتادت القطة منذئذ اللحاق به إلى كل مكان; تتسلقه وتلتَّف حول رقبته.
“بس مكنلوش بالطبخ والطبيخ”، تقول أييلت وتبتسم بينما تتذكر الأشياء القليلة التي اعتاد تحضيرها، كالكيجل أو السوبريتو أو خبز الملواح المجمّد من الدكان الذي كان يقليه في القلاي ثم يرميه في الهواء لقلبه في أداء استعراضي. لم يمنع منه هذا مع ذلك أن يستمتع ويستلذّ بالطعام، وخاصة الحلويات منها. “كان يموت ع الكريما”، تقول أييلت، “بعيد ميلاده كان دايمًا يطلب كعكة خمس طبقات مع كثير كريما”. لكن أكثر ما أحبّه كان أن تدلله مع البروفيترول، كريّات عجين محشية بكريما باتسيير، خاصة إن كانت تغتّها بالشوكولاتة السائلة الساخنة.
“مات وهو مبسوط. بعد ما حقَّق كل أحلامه” تقول أييلت، “قبل ما ينقتل بأسبوعين كنا قاعدين بالصالون وفجأة قاللي “قديش أنا محظوظ; مش ناقصني إشي وعندي كلشي; حب، أولاد، أحفاد”.
للعجينة:
100 غم. زبدة مقطعة إلى مكعبات
½ كأس حليب
½ كأس ماء
1 ملعقة كبيرة سكر
¼ ملعقة صغيرة ملح
1 كأس طحين
4 بيضات كبيرة
القليل من السكر الناعم
للحشوة:
2 كؤوس (500 ملل.) كريما للخفق
¼ كأس حليب
1 عبوة (80 غم.) بودينغ فانيل فوري (إنستانت)
2 ملاعق كبيرة سكر ناعم
لكريما الشوكولاتة:
200 غم. شوكولاتة مرّة
50 غم. زبدة
* بحسب كأس قياس بسِعة 250 ملل.
- نحضِّر العجينة: في قدر صغيرة نضع الزبدة، الحليب، الماء، السكر والملح. نطهو المكونات على نار عالية مع التحريك بواسطة ملعقة سيليكون (أو خشب) حتى حتى تطرى الزبدة وتبدأ المكونات بإصدار الفقاعات.
- نضيف الطحين ونخفض النار للهبة منخفضة – متوسطة. نخلط المكونات حتى يتشكل الخليط على شكل كرة من العجين وينفصل بسهولة عن جوانب القدر. حوالي 2 – 3 دقائق.
- ننقل العجينة إلى وعاء خلاط ونخلط بسرعة متوسطة لمدة 3 دقائق (من الممكن القيام بذلك يدويًا مع ملعقة خشب).
- نخفض سرعة الخلاط ونضيف البيض تدريجيًا: بيضة واحدة كل مرة حتى تندمج بالخليط ثم نضيف البيضة القادمة. بعد اندماج كافة البيضات من المفترض أن نحصل على عجينة لزجة وليِّنة. انتبهوا أن على العجينة أن تكون ليّنة و- “مائعة” وليس صلبة (إن كانت العجينة صلبة وقاسية يمكنكم إضافة نصف بيضة – بيضة حسب الحاجة).
- ننقل العجينة الجاهزة إلى كيس تزيين (أو كيس نايلون نقص طرفه بحيث يكون حجم الثقب أصغر من سنتيمتر واحد).
- نسخّن الفرن على 200 درجة (دون مروحة) ونغطي صواني الفرن بورق زبدة. نضغط كيس التزيين على ورق الزبدة بحيث تخرج منه كرة عجين واحدة كل مرة (عليكم الحرص على مسافة 3 سم. بين الكرة والأخرى).
- نرّش طبقة خفيفة من السكر الناعم على الكرات (على الطبقة أن تكون خفيفة وإلا فلن يذوب السكر في الفرن) ثم ندخلها إلى الفرن.
- نخفض درجة الحرارة إلى 180 درجة ونخبز لمدة 30 – 35 دقيقة حتى تكتسب كرات العجين لونًا ذهبيًا. لا نفتح باب الفرن أثناء الخبز.
- عند الانتهاء من الخَبز، وبواسطة سكين مسننة حادة، نشق فتحة صغيرة على طرف كل كرة عجين ثم نعيدها إلى الفرن (الذي أطفأناه لكننا تركنا الباب مغلقًا ليحبس الحرارة)، لمدة عشر دقائق بينما نبقي الباب مفتوحًا قليلًا لإخراج الرطوبة.
- نحضّر الحشوة: نخفق مواد الحشوة في الخلاط بسرعة عالية لمدّة 1 – 2 دقائق حتى نحصل على قوام ثابت ثم ننقل الخليط إلى كيس تزيين ونحشو كرات العجين.
- نحضِّر طلاء الشوكولاتة – في قدر صغير نسخن المركبات حتى تتحّد الشوكولاتة والزبدة على شكل كريما متجانسة.
- نسكب القليل من الشوكولاتة على كرات العجين. نقدِّم بعد أن يصبح طلاء الشوكولاتة صلبًا.
* الوصفة أعلاه مطابقة للوصفة العائلية ولم يحدَث بها أي تغيير.