فاصوليا يابسة بمرقة بندورة

راحيل مان، أم المرحومة عميت مان

حوالي 4 ساعات

6 - 8 وجبات

فاصوليا بمرقة البندورة

“صحن للغايب” هو مشروع يحيي ويخلد ذكرى ضحايا الحرب التي اندلعت يوم 7 أكتوبر من خلال تحضير أطباقهم المفضلة وإسماع قصصهم. راحيل مان تحضّر الطبق الذي اعتادت تحضيره لابنتها، عميت مان، كل يوم خميس. 

“بعرفش إذا في كلمة، أو فكرة، بتقدر توصف شوقي لبنتي”، تقول راحيل، أم عميت مان التي قتِلَت يوم السابع من أكتوبر في عيادة كيبوتس بئيري، عن عمر يناهز 22 عامًا، أثناء محاولتها لإنقاذ المصابين والجرحى الذين نقِلوا إلى العيادة. بينما يمتلئ المطبخ بروائح اللحم والفاصوليا التي أحبتها عميت، تحاول راحيل البحث، دون جدوى، عن الكلمات لوصف ألمها. 

“أكثر إشي ميّز عميت كان تفانيها بالشغل بالإسعاف، صوتها الحلو، وحبها للأكل،” تقول راحيل، “غير حبها لطبيخ إمي، كانت تروح ع أحسن مطاعم بالبلاد. حتى لو كان في دور ع الفوتة، كانوا دايما يفوتوها قبل الكل عشانها دايما كانت بنص وردية” تقول أخواتها عنها بفخر وحب. “هيك كنا نخليها تيجي تزورنا. دايما بعد ما كنا نعزمها كانت تسأل “شو طابخين؟” كنا نعمل كلشي بتحبه وكانت تيجي مع سيارة الإسعاف، توكل وترجع للوردية”

עמית מן ז"ל

في السابع من أكتوبر، ورغم التعليمات التي تلقاها سكان كيبوتس بئيري بالاختباء في الملاجئ، أخذت عميت حقيبتها واتجهت إلى العيادة وكتبت لأخواتها على مجموعة الواتساب العائلية في الساعة 07:00 أن هناك العديد من الجرحى والقتلى وأن هناك إرهابيين في الكيبوتس. 

“تواصلت معنا لحد الساعة 14:00; سجلتلنا صوت الطخّ وقالت إنها شامة ريحة دخان، وإنها فهمت إنه عم بحرقوا بيوت”، تقول أختها ماري، “كنت عارفة إنها بحالة رعب بس آمنت إنها رح تنجو. بس المخربين استهدفوا العيادة. الساعة 13:50 خلصت ذخيرة فرقة الطوارئ والمخربين ألقوا قنابل يدوية على العيادة. عميت كتبتلنا إنه المخربين رجعوا وإنها بتفكرش إنهن رح ينجوا هاي المرة. كتبت “صلولنا وكونوا أقوياء إذا صار إشي”. اتصلتلها وقالتلي إنه طخوها ع إجريها وإنهن قتلوا الكل والمحادثة انقطعت. مفهمناش إذا ماتت، مفهمناش إذا انخطفت، مفهمناش شو صار معها وإذا هي بإسرائيل ولا بغزة”.

تقول أخواتها أن شقتها لم تصَب بأي أذى وأنها كانت ستنجو لو بقيت في الملجأ لأن المخربين لم يصلوا إلى هناك، لكنها قررت الجَري نحو الجحيم لإنقاذ الآخرين – “وهاي عَميت”، تقول أختها رون، “مع كل حبها للطعام والحياة والعائلة والأصدقاء، تغلب على كل شيء آخر”. 

كرّست حياتها للعمل

كانت عميت الأخت الصغرى لعائلة مكونة من خمس فتيات. عندما كانت في التاسعة من عمرها، عندما اكتشفت أن والدها مصاب بالسرطان، لم تبتعد عن سريره واعتنت به بتفانٍ لمدة خمس سنوات، حتى وفاته، وعندما بلغت سن المراهقة أدركت أن هذا هدفها في الحياة. اعتادت زيارة المكتبة لقراءة كتب طبية ورسم جسم الإنسان على النوافذ بقلم الشفاه وتشرح عنه لكل من كان مستعدًا على الاستماع. بدأت في سن 14، التطوع في نجمة داود الحمراء، وفي سن العشرين أتمّت دورة مسعفين بامتياز وأصبحت فيما بعد مرشدة إسعاف، وكانت تحلم بدراسة الطب. 

بين كل الورديات الصعبة والأحداث المروعة التي انكشفت عليها في عملها، كانت عميت تغني دائمًا، وهو ما ساعدها على الحفاظ على تفاؤلها. اعتادت المشاركة في كافة الاحتفالات وغنَّت على كافة المنصات. عرِض عليها الغناء مهنيًا حتى، لكنها اختارت تكريس حياتها للعمل كمسعفة، بينما وعدت نفسها بأنها ستخصص الوقت لتحقيق حلمها بالغناء لاحقًا في حياتها. 

من بين الأطباق التي كانت عميت تحبها، المفضل عليها كان طبق الفاصوليا المصري الذي كانت والدتها تحضره كل يوم خميس كجزء من الاستعداد لعشاء وأطباق السبت. تطهَى الفاصوليا مع دهن لحم الخروف وقطع اللحم والبهارات ورب البندورة حتى يصبح طريًا و- “يذوب” في الفم. بينما يحب جميع أفراد عائلة مان تناول الفاصوليا مع الخبز وتغميسه بالصلصة، فضّلت تناولته عميت مع الأرز الأبيض; طلب كانت أمها تلبيه لها دائمًا. 

مكونات

500 غم. فاصوليا بيضاء، بعد نقعها بالماء لليلة كاملة

4 – 3 ملاعق كبيرة زيت زيتون

500 غم. لحم رقبة مقطعة إلى مكعبات بحجم 4 سم 

4 أجنحة دجاج 

4 حناجر ديك حبش 

150 غم. نخاع

50 غم. دهن خروف

2 بصلات مفرومة خشن

5 – 4 فصوص ثوم 

150 غم. رب البندورة

½ ملعقة صغيرة فلفل أسود

2 ملاعق كبيرة بابريكا حلوة

½ ملعقة صغيرة كركم

ملعقة صغيرة كمون

ملعقة صغيرة ملح 

½1 ليتر (بحسب حجم القدر) ماء أو مرق دجاج/خضار

طريقة التحضير:
  1. نصفي الفاصوليا من سوائل النقع. 
  2. في قدر عميقة نسخن الزيت على نار متوسطة-عالية. نضيف اللحم ونتبله بالملح ونحمره جيدًا من جميع الأطراف. (مفضل قلي اللحم بعدة أفواج حتى لا تنخفض درجة حرارة القدر). نخرج قطع اللحم ونضعها في وعاء. 
  3. بعد إخراج اللحم، نضيف البصل للقدر ونقليه مع التحريك حتى يكتسب لونًا ذهبيًا – حوالي 10 دقائق. نضيف الثوم ونقلي المكونات لدقيقتين إضافيتين.
  4. نعيد اللحم للقدر ونضيف له رب البندورة والتوابل والفاصوليا. نحرك المكونات جيدًا ونقليها قليلًا معًا. 
  5. نسكب الماء المغلي أو المرق حتى يغمر ¾ من ارتفاع المكونات (دون أن يغمرها بالكامل) 
  6. نغلي المكونات ونطهوها على نار هادئة (بينما يكون القدر مغطًى جزئيًا) حتى تطهَى الفاصوليا ويصبح اللحم طريًا، 3 – 4 ساعات تقريبًا.
  7. نقدم إلى جانب الخبز أو الأرز، كما كانت تحب عميت.