Asif

في المحطة المركزية في تل أبيب في ظهيرة يوم السبت، المكان يغصّ بالناس، بمشهد يذكّر باكتظاظ شوارع المدينة في ذكرى الاستقلال. الموسيقى، حوانيت الملابس، العطور، الخضراوات والمسليات المختلفة والمتعدّدة، مكاتب البريد، مطاعم الشكشوكة، وضحك لا ينقطع بعشر لغات على الأقلّ.  هذا هو يوم العطلة لمجتمع العمّال، الذين نصفهم دائما بـ -“الأجانب”، وهو الوصف الذي يكشف الطريقة التي نختارها لنتعامل مع مَنْ يبنون بيوتنا، ينظّفونها، يقدّمون الطعام لآبائنا ويعدّون الطعام لنا. 

المحطة المركزية في تل أبيب، تصبح ظهيرة يوم السبت كالبيت تماما، وخارجه تتجمّع هذه الثقافات المتنوّعة والمتعدّدة. كلّهم يجيدون اللغة، ومصفّفات الشعر يعرفن التسريحات المختلفة، الجهاز الموسيقي (كريوكي) يعرف الأغاني، والمطاعم تقدّم أفضل الوجبات القادمة من بلاد بعيدة، حيث تقيم العائلات والأبناء. تقدّم هذه التشكيلة أطعمة جديدة، تجذب مجموعات من محبّي الطعام الفضوليّين، الذين يرغبون فقط في التعرّف على المزيد من الأطعمة. 

“هالو هالو” هو الاسم الذي أُطلق على كأس مجمّدة ولذيذة جدا، غنية بالسكر وعدد كبير من المركّبات، التي وصلت من الفلبين. في أيام الصيف، يمكن أن نقابل في مبنى المحطة الجديدة، بجانب المطعم الفلبينيّ “ماكتي كبلان” لصاحبته أنابل، أمهات بصبحة الأولاد الصغار، يمسكون كؤوسا لما يبدو مثل الميلك شيك ملوّن بطريقة غريبة، وهم في غاية السعادة. 

لتحضير الحلوى يجب الوصول للمحطة المركزية، وتحديدا للحوانيت التي تبيع الفواكه المحلاة مع الشراب والبوظة البنفسجية المصنوعة من البطاطا الحلوة، ونتعرف على الحلوى عن قرب.  أنابل تذكر بأنّه متبع عادة إضافة كريم كراميل للحلوى، اسمه ليتشه فلان (לצ’ה פלאן)، لكن الأمر ليس ملزما، وهي نفسها تتنازل عنه.