كتاب وصفات كفار عازا
تصوير: ماتان شوفان

وصفات كيبوتس كفار عازا – قصة مجتمع

“طباخة حنونة – وصفات من كفار عازا” يروي حكاية ماضي سكان الكيبوتس من خلال وصفات وذكريات من غرفة الطعام

Janan |

عثرنا أثناء فهرسة مقتنيات مكتبة “أسيف” على كنز متحفي – “طباخة حنونة – وصفات من كفار عازا”. بالإضافة إلى عرضه لوصفات شخصية من تقدمة أعضاء الكيبوتس، يحتوي الكتاب أيضًا على قصص وحكايات من حياة الكيبوتس مخلدًا حقبة زمنية جميلة ومميزة ازدادت رمزيتها بعد أحداث 7 أكتوبر.
يقع كيبوتس كفار عازا على طريق 232 على بعد حوالي 2 كم. شرقًا من قطاع غزة. تأسس الكيبوتس عام 1951 بتطوع من مهاجرين يهود من مصر ومهاجرين من طنجة في المغرب. واجه السكان في السنوات الأولى بعد إقامة الكيبوتس مشاكل مختلفة ما أثار لديهم شعورًا بانعدام الاستقرار أدى في النهاية إلى تفكيكه مؤقتًا حتى أعيد تأسيسه عام 1957. من أهم المصالح في الكيبوتس مصنع البلاستيك “كافريت” وشركة المعدات الموسيقية “سينكوبا”، بالإضافة إلى حظيرته التي تعد واحدة من أكبر عشر حظائر في إسرائيل.

المتطوعات ببناء الكيبوتس في المطبخ. تصوير: مائير (تشيتا) مارجولين، من مجموعة أرشيف مفار عازا
المتطوعات ببناء الكيبوتس في المطبخ. تصوير: مائير (تشيتا) مارجولين، من مجموعة أرشيف مفار عازا

تعرض الكيبوتس يوم السابع من أكتوبر إلى هجوم حماس العدواني الذي راح ضحيته 63 من سكان الكيبوتس بالإضافة إلى 17 مختطف قتل منهم اثنان بنار الجيش الإسرائيلي وخمسة آخرين ما زالوا في الأسر.

تقول عَدي يشاي، مديرة أرشيف كيبوتس كفار عازا، عن الكتاب، “أصيبت ميتال كسليف، مؤلفة الكتاب وإحدى أعضاء الكيبوتس، بالسرطان واضطرت للبقاء في البيت أثناء العلاجات، فخطر ببالها أن تجمع الوصفات من سكان الكيبوتس”. 

أجرت كسليف بحثًا مكثفًا قبل ذلك، حيث استخرجت صورًا للمطبخ وغرفة الطعام من أرشيف الكيبوتس وعثرت على تعابير ومصطلحات متعلقة بالطعام تميز الكيبوتس وسكانه. عندما أصبح كل شيء جاهزًا، قام الكيبوتس بتمويل نشر الكتاب. “كان الكتاب متوفرًا في بيوت قليلة من الكيبوتس فقط في البداية لكنه تحول إلى أسطورة محلية مع الوقت، حيث بدأ سكان الكيبوتس بتناقلونه بينهم ويستخرجون الوصفات منه. توفيت ميتال كسليف جراء السرطان لكن الكتاب بقي ذكرى تخليدية جميلة لها”، تقول شاي. 

ميتال كسليف
تصوير: بلطف من العائلة

“أتذكر تلك الفترة جيدًا. انطوى تأليف الكتاب على فرحة عارمة لدى الكثيرين من سكان الكيبوتس، لأنهم أحبوا ميتال كثيرًا ولأن الكتاب نفسه نجح بنقل شيء ما من روح الكيبوتس”، تقول ياعيل بوجين، من سكان الكيبوتس سابقًا، “لقد ألفت كتابًا رائعًا دمجت فيه تعابير وقصصًا عكست أجواءنا”. “ثمة شيء ما متفائل صاحب سيرورة تأليف الكتاب”، تضيف إيتي كورين، من سكان الكيبوتس، “قامت ميتال بكل ما بوسعها لإصدار الكتاب. تعاون الكثيرون معها ومنحوها الوصفات. خيّم على كل هذا جو من التلهف والحماس”. 

يحتوي الكتاب على وصفات ونكهات تمثل مختلف الخلفيات التي ينتمي إليها أعضاء الكيبوتس: جحنون يمني، تشولنت أشكنازي، حرايمي ومطبوخة شمال أفريقيتان، روكوت كرومبلي هنغاري، بيروشكي روسي وغيرها. “طالما كان كيبوتس كفار عازا متعدد الخلفيات الإثنية”، تؤكد شاي، وهو أمر مثير للاهتمام لأنه يتعارض مع التصور الشائع لطعام الكيبوتسات كونه أشكنازي، “رمادي”، وممل. 

طباخة حنونة - وصفات من كفار عازا
طباخة حنونة – وصفات من كفار عازا

لم تؤثر غرفة الطعام في الكيبوتسات على بيئتها فحسب، بل وتأثرت بها أيضًا. على الرغم من أوجه الشبه بين الكيبوتسات المختلفة، أنتج كل كيبوتس أطباق خاصة به. كتاب آسي حايم وعوفر فاردي، “غرفة الطعام”، الذي يتناول غرف الطعام في الكيبوتسات، على سبيل المثال، يحكي قصة مجموعة من المهاجرين المغاربة الذين استقروا في كيبوتس تسآليم وأقاموا احتفالات الميمونة، أو عن المهاجرين الإيرانيين في كيبوتس بئيري الذين عرّفوا بقية سكان الكيبوتس على أذواقهم وأطباقهم. لا مفر من ذلك إن كان عليكم تناول الطعام معًا على الطاولة نفسها ثلاث مرات في اليوم!
تقول ياعيل، التي عاشت في الكيبوتس منذ السبعينيات وغادرته منذ حوالي عشر سنوات: “كان الطبخ في كفار عازا في السنوات الأولى بعد تأسيسه منوطًا بجهد كبير. لم يكن للسكان وسائل مناسبة للطبخ في البيت، وعادة ما كان يقوم سكان الكيبوتسات المختلفة بالخبز في المطبخ المشترك بعد ساعات العمل. اعتدت في طفولتي الذهاب مع جدتي، في الكيبوتس الذي كانت تعيش فيه، إلى المخبز حيث كانت تخبز كل شيء في فرن الكيبوتس الكبير. في كفار عازا كان لدينا غاز “معفن” وغلاية كهربائية أضيف إليها فرن في وقت ما. كل ما كنا نصنعه لذلك آنذاك كان الكعك. توسيع المطبخ المنزلي هي من الأمور التي قاموا بها في السنوات الأخيرة فقط”.

لغة كيبوتس كفار عازا

نظرًا لكونها في المركز دائمًا، كانت غرفة الطعام مكان اختراع أسماء أطباق مميزة وفريدة فيها. “سلطة مالكا” على سبيل المثال، وهي سلطة كانت لها شعبية كبيرة كانت تحتوي على الملفوف والجزر والمايونيز والليمون والسكر، أطلِق عليها اسم “مخترعتها” البارعة، مالكا لوريا، من سكان الكيبوتس. من الأساطير المحلية الأخرى طبق “بيضة مفاجأة” – وهو “أكلة فقرا” اختِرعَت في إطار خطط التوفير في السنوات الأولى بعد إقامة الكيبوتس: بيض مسلوق، بطاطا وطحين. نهرس البطاطا ونصنع منها عجينة. نلف البيضة في البطاطا المهروسة، نغطيها بفتات الخبز ونقليها.

غرفة الطعام في كفار عازا
تصوير: مائير تشيتا مارجولين

اسم الكتاب هو جزء من اللغة نفسها أيضًا، “الطباخة الحنونة” هو الاسم الذي منحه عضو الكيبوتس يوسف يوشاع (الذي يعرفه الجميع باسم يوشاع) الذي كان قد سئم من الشطائر الباردة التي كان يحصل عليها أثناء العمل وطلب لذلك وجبات ساخنة مطبوخة أعدتها له الطباخة المناوبة التي أطلق عليها اسم “الطباخة الحنونة”، وهو اسم بدأ سكان الكيبوتس يطلقونه على من كانوا يعملون بمناويات تسخين الطعام لعشاء السبت، رجالًا ونساءً على حد سواء. 

مصطلح فريد آخر يظهر في الكتاب هو “المْروحة“، وهي هريسة للأطفال محضَّرة من خضروات          الحساء – “إن لم يحب الطفل المْروحه، أضيفي له السكر وسيلتهمها بنهم”. الطباخ الأسطوري في الكيبوتس، أمنون بن دافيد، حاز هو أيضًا على طبق كلاسيكي يحمل اسمه “بيضات بن دافيد” – بيض بوشيه كان يقدَّم في المناسبات.

أمنون بن دافيد
تصوير: مائير (تشيتا) مارجولين، أرشيف مفار عازا

عمل بن دافيد في غرفة الطعام لمدة 34 عامًا وتقاعد بعد عامين من خصخصة الكيبوتس التي أعقبها تحسين المطابخ الخاصة وتوسيعها، ما أدى بأعضاء الكيبوتس بطلب الوصفات منه. “لم يكن هناك أكثر من 3 وجبات في غرفة الطعام في طفولتي”، تقول رعوت بيلد، 33، ابنة المرحومين جيلا ويزهار بيليد اللذين قُتلا يوم 7 أكتوبر، “توقفوا عن تقديم وجبات الإفطار في التسعينيات. قدِّمَت وجبات العشاء لفترة أطول قليلًا ومنحتنا في طفولتنا تجارب تجاوزت مجال الطعام والأكل. كنا نتساءل كل يوم عن “مع مين رح نتعشى اليوم؟”. تقول رعوت أن الخصخصة قد غيّرت المطبخ تمامًا: “اعتاد عمال المطبخ أن يكونوا من الكيبوتس نفسه، ثم أصبح يعملون فيه أشخاص من الخارج”. 

تقول رعوت أن الخصخصة دفعت بالناس لفتح كتب الوصفات وتجربة أنواع أخرى من الطهي والتأثير على أنواع البضائع في متجر الكيبوتس، (الكنيونيت). “بدأنا نرى منتجات من شرق آسيا وبهارات متنوعة أخرى ثم بدأ أعضاء الكيبوتس يوصون بإحضار منتجات محددة احتاجوها للطهي”. “شعرنا بهذا في بيتنا نحن أيضًا،” تضيف رعوت، “بالكاد كنا نطهو في البيت عندما كنا أطفالًا; وجبات عشاء خفيفة، معكرونة، عجة. في ظهيرة الجمعة كنا نأكل حساءً يمنيًا من جدتي وجاحنون أيام السبت. لكننا بدأنا نجرب ونبدع في عشاءات أيام الجمعة مع تقليل تقديم الوجبات في غرفة الطعام. بدأنا بإعداد الوجبات والطهي كما يجب في البيت. لم ينشأ والداي في الكيبوتس، ولذلك يمكننا القول أن إغلاق غرفة الطعام قد أعادهم إلى أصولهم”

جحنون جيلا بيلد من كتاب وصفات كفار عازا
جحنون جيلا بيلد من كتاب وصفات كفار عازا

جاجنون جيلا بيلد

قتِلَت جيلا بيلد (59)، زوجها يزهار بيلد (62) وابنهما دانيال بيلد (28) في 7 أكتوبر في بيتهم في كفار عازا. لجيلا ويزهار ثلاثة أولاد آخرين وأحفاد – جميعهم من سكان الكيبوتس.

גילה פלד
تصوير: بلطف من العائلة

تقول ابنتهما رعوت: “طالما كانت تحضر لنا أمي الجاحنون كل يوم سبت في طفولتنا. كان جميع سكان الكيبوتس يعرفون أن عائلة بيليد تعّد الجاحنون صباح كل سبت. كانت أمي تخرج من البيت مع صحن جاحنون وتقدمه لجار آخر كل مرة. على عكس الوصفة الموجودة في الكتاب، لم تستخدم أمي المرجرين عادة، بل السمنة التي كانت تصنعها جدتي. اعتادت أمي القول أنها لن تصنع السمنة أبدًا لأن رائحتها كريهة “تنزع” البيت والستائر”، تقول رعوت مبتسمة وتضيف أن أمها، تونسية الأصل، تعلمت صنع الجاحنون من عائلة زوجها. 

“بعد زواجها من والدي، بدأت أمي الطبخ وتعلمت أصول المطبخ اليمني، بل حتى أنها تفوقت على الجدات والعمات في طبخها. خلال أسبوع الحداد (الشِفعا) على والدي وعلى دانيال، اعتادت كل عمة إحضار طبخة يمنية مختلفة كل يوم، وجميعنا كنا نقول عنها “مش زي الي كانت تعملها إمي”.

“ترعرعنا في بيت كان يحب الطعام – طاولة الطعام في المركز والذكريات من حولها. بيت ركّز على كل ما هو إيجابي، وعند الصعاب – نركز على الإيجابي ونمضي قدمًا. من الصعب تطبيق هذا في فترة عصيبة كالتي نعيشها الآن، لكننا نحاول لأن هذا متأصل فينا بشكل أقوى منا”

يواصل أبناء عائلة بيليد إحياء إرث العائلة من خلال مشروع Dandis Candies، وهي صفحة على إنستغرام تخلد ذكرى يزهار وجيلا ودانيال بيليد. اعتاد دانيال أن يتساءل لماذا يقدمون البوريكس في الشفعا وليس حلوى الجومي. عند الجلوس شفعا عليه، وضع إخوته وعاء حلوى جومي ملونة وسط الطاولة كصدى لتساؤلاته. ولدت عن هذا الوعاء صفحة انستغرام تنشر صور أوعية حلويات جومي يوميًا لذكراهم. 

بتيفور تامي بيلج
تصوير: متان شوفان

بتيفور تامي بيلج – زيف 

فقدت تامي بيلج – زيف (72) أخيها نمرود جرينبيرج في 18 أكتوبر 1973، يوم عيد “سمحات تورا”. في 7 أكتوبر 2004، في عيد سمحات تورا، قتِلَت ابنتها عينات نأور في عملية في سيناء. بعد ذلك بـ 19 عامًا، في 7 أكتوبر 2023، يوم سمحات تورا، قتِلَت تامي وزوجها، المرشد السياحي، إيتان زيف (74)، في بيتهما. 

תמי פלג ז"ל
تصوير: بلطف من العائلة

يتحدث أسيف بيلج، ابن تامي بيليج، بحماس عن مخبوزات والدته: “كانت أمي خبازة ماهرة. اعتادت الخبز لسنوات طويلة لكنها لم تتعلم صنع الحلويات إلا في سن متأخرة نسبيًا. كان لديهم في الكيبوتس في الماضي “نادي أصدقاء” كان الأعضاء يلتقون به بعد العشاء لاحتساء القهوة وتناول الكعك. كانت أمي مسؤولة عن عدد لا بأس به من الكعكات التي تناولوها هناك”.

وبالفعل، فإن هذه التجربة موثقة في الكتاب أيضًا: “اعتاد أعضاء الكيبوتس الالتقاء في النادي بانتظام. كانوا يقرأون الصحف والمجلات من جميع أنحاء العالم، يلعبون ألعاب الطاولة، يدردشون، ويتناولون كعكات تامي بيليج الرائعة التي كانت أحد الأسباب الرئيسية للقدوم إلى النادي”. 

يقول أسيف أن والدته كانت مشهورة بمعجناتها البسيطة والكلاسيكية. “خاصة البابكا. أنا أحب الخبز أيضًا، ومع أني حاولت خبز البابكا حسب وصفتها عدة مرات إلا أن النتيجة لم تكن نفسها. كانت تحضر كعكة جبنة رائعة مخبوزة مع الكريمة المخفوقة على الحواف وتوت العلّيق في الوسط. كانت مخبوزاتها كلاسيكية جدًا، على أعلى المستويات. قضيت الكثير من الوقت إلى جانبها في المطبخ، في طفولتي وفي حياتي البالغة أيضًا. لا أعرف ما إذا كان ذلك مجرد حنين لطعم الطفولة أم إذا كان خَبزها ممتازًا بالفعل. أجرب الكثير من الحلويات وأتحدث مع الكثيرين من صانعي الحلوى وهناك الكثير من الأصناف التي لا تقترب حتى إلى مستوى أطباقها”. 

طابع المكان والزمان

يعترف رعوت بيلد وأسيف بيلج، بحنين، إلى أن هذه الوصفات “دقة قديمة” بعض الشيء ولا تلائم المطبخ المعاصر. “معظم الوصفات في الكتاب تحتوي على المرجرين ومكعبات المرق”، تقول رعوت وتضيف، “لم تحضر أمي الوصفات من الكتاب في السنوات الأخيرة منذ أن ازداد الوعي للأكل الصحي”. أسيف يوافق، “كنت ألتهم البوتيفور الذي كانت تعدّه أمي بنهم في طفولتي. يوه شو كنت أحبها! لكن الوصفة لا تلائم عصرنا اليوم، هي وصفة من الثمانينات، من فترة لم يكن فيها استخدام المرجرين مكروهًا. لهذا البتيفور طعم البيت. استبدلت أمي المرجرين بالزبدة لاحقًا بالطبع في هذه الوصفة، وهذا ما أوصي به لكل من يريد تجربة الوصفة”. تقول رعوت، “الكتاب مضحك جدًا. اطلعت عليه قبل فترة مع أمي وصاحبتي وضحكنا كثيرًا. فيه وصفات سخيفة مثل: أنتي-باستي، قطعوا الخضروات وحمّروها في الفرن مع زيت زيتون”.

تقول ياعيل بوجين أن لروح الفترة كان تأثير كبير على المواد التي استِخدمت في الطبخ: “اعتادوا آنذاك توزيع الحاجيات على كل عائلة في الكيبوتس وكان المرجرين من بينها، لذلك فهو أحد المركبات الأكثر شيوعًا في وصفات الكتاب. لا أحد يستخدم المرجرين اليوم بالطبع. أعتقد أن الوصفات تصمد باختبار الزمن. هل كنت سأهدي هذا الكتاب لزوجين شابين؟ لا أعتقد، فهو مخصص لأهل كفار عازا وأولادهم وأحفادهم”

غرفة الطعام القديمة في كفار عازا
تصوير: مائير (تشيتا) مارجولين

تضيف إيتي أن الكتاب ساعد العديد من سكان الكيبوتس الذين لم يكونوا يجيدون الطبخ. “كوني شخصًا لا يحب ولا يجيد الطبخ لقد استعنت بالكتاب كثيرًا. على سبيل المثال، وصفة داني ستلمان للخبز الأيرلندي، أو وصفة أورلي ريجف لنقارش الزيتون التي كنا نعدّها دائمًا في الروضة مع الأطفال. أو وصفات كعك تامي بيليج; كنت أتخيل نفسي أخبز أشهى الكعك مثلها، ما لم أنجح به أبدًا. دائمًا ما كنت أوبخها، “تامي شو نسيت؟”. الوصفة الوحيدة التي دائمًا كنت أجيدها كانت وصفة حاجيت يوشاع لسلطة المعكرونة الباردة.” يبرز في كلامها عن الكتاب أن كان له دور آخر اجتماعي أيضًا: “إن كانت في الكتاب وصفة لم أفهمها جيدًا كنت أتواصل مع مؤلفتها. خلق هذا علاقات قوية. طالما كنت فخورة بهذا الكتاب”.

تقول نوي كسليف، ابنة ميتال: “طالما شعرت أن هذا الكتاب تذكار شخصي من أمي، ثم أدركت فجأة أن لها قيمة جماعية ومجتمعية حيث أنه يذكّر الجميع بكفار عازا وأجوائه وأيامه المتفائلة. يزداد هذا الشعور قوة مع كون العديد من أهالي كفار عازا غائبين عن مطابخهم منذ فترة طويلة دون أن يعرف بعضهم متى سيعودوا إليها، بينما لبعضهم لا مطابخ يعودوا إليها أصلًا”. قررت نوي مؤخرًا، بالتعاون مع درور بوجين، ابن ياعيل، نشر الكتاب بنسخة رقمية. “قد نفتحه لاحقًا ونضيف إليه وصفات أخرى ربما. ليس هذا كتاب مبتال كسليف فقط – بل هو قصة مجتمع بأكمله”.