يوم اسيف،شارك.ي موقعك

تناولت جلسة الظهيرة في “يوم أسيف- المحلية”، عرض لثقافات الطعام المحليّة في الدولة. الجلسة الأولى تناولت توثيق مسألة برنامج الطعام الوثائقي في إسرائيل، وفي الجزء الثاني من الجلسة ناقشوا طريقة عرض ثقافة الطعام المحلية في التيك توك وشبكات التواصل الاجتماعيّ، التي لا تحتمل النصوص الطويلة.

نوعاه زيلبريج وميخال لفيت |

التلفزيون الوثائقيّ، الطعام المحليّ

افتتحت النقاش الصحفية هيلا ألبرت. شاركت في الجلسة كلّ من إيتي أنتا-سيجف، منتجة ومعدّة برامج تلفزيونية، إضافة إلى الموسيقى والثقافة الإسرائيلية، ومن بينها برنامج الطعام الوثائقي في إسرائيل – “جيدي يذهب لتناول الطعام”(גידי הולך לאכול)؛ هيلا ميداليا، منتجة ومخرجة سينمائية، تهتمّ هذه الفترة في إنتاج برنامج الطعام الوثائقيّ، حول العادات المحلية في المجتمع العربي، لتفزيون مكان (مكان 33) بتقديم د. مزنة بشارة؛ عوفر عين جال، منتج – مخرج ومعدّ برامج “نحن في عالم المطبخ” (אנחנו על המפית) و “قريبا من المطبخ” (ליד המפית) لقناة كان 11؛ شاحار سيجل، مخرج، رجل أعمال وصاحب مطعم، شريك إيال شاني في مجموعة “الصحبة الرائعة” (החברה הטובים).   

  • افتتحت ألبرت النقاش، وذكرت أنّه في منتصف سنوات الـ -90 بدأت تظهر شذرات من عرض الطعام على شاشة التلفزيون الإسرائيلي. في البداية كان الأمر بمثابة “زوايا” خلال برامج تناولت الجوانب الأقل جديّة من العالم الطهويّ. هذه السيرورة/الإجراءات كانت منوطة بتعلُّم إسرائيل كيفيّة التعامل مع هذا المجال وتقديمه للجمهور بشكل فردي، والذي اعتُبر حتى ذلك الوقت غير مناسب ليشكّل موضوعا للنقاش في الحيّز العام. وقد كانت فترة التي شهد فيها عالم المطاعم تغييرا واضحا، الانتقال من المطاعم الشعبية والأكشاك، إلى المطاعم الفخمة (הפיין-דיינינג).
  • برنامج “جيدي يذهب لتناول الطعام” كان برنامج الطعام الوثائقي الأول في إسرائيل. تقول يتي أنتا-سيجف، إنّ الدافعية لإقامة البرنامج لم يكن الطعام ذاته، بل الرغبة في التعرّف على الأشخاص المقيمين في هذه البلاد – من خلال الطعام. حول سؤال ألببرت، فيما إذا كان الإحساس بتأدية رسالة ما، حاضرا عند إنتاج البرنامج، أجابت أنتا-سيجف “لأنّنا نحن بالذات (المنتجين) القادمين من عالم الموسيقى، ندرك قوة الربط بين الأشخاص من أماكن مختلفة والثقافات المختلفة. لذلك، كان يهمنا أن نعطي مساحة للثقافات والهويات المتنوّعة في إسرائيل.”
  • شاحار سيجل تحدّث عن برنامج “طعام للتفكير” (אוכל למחשבה) بتقديمه هو وإيال شاني: “تماما كما هو الحال في مطاعمنا، كانت الفكرة أنّ يشكّل الطعام بالأساس، وسيلة للنقاش وليس هدفا بحد ذاته”. برأيه، “تقف هذه الفكرة بالضبط بين عبقرية إيال و شعوذته. قدرته على الحديث وبلبلة المشاهد أو الجالس في المطعم، الذي لا يفهم بالضبط فيما إذا كان الحديث يدور عن الطعام، الحياة، أو عن الجنس”.
  • برنامج “على المنديل” (על המפית) بدأ مشواره كبرنامج وثائقي لمطاعم خارج البلاد. عوفر عين جال تحدّث عن الصعوبة التي واجهتهم في محاولتهم لتعريف ما هي الطهوية المحلية داخل إسرائيل، ولذلك فضّلوا إجراء مقابلات والحصول على وجهات نظر في هذا السياق: “طلبنا تعريف الطهوية المحلية، من خلال السؤال، كيف يرونها (الطهوية) من الخارج، وخاصة من خلال أولئك الذين هاجروا من البلاد إلى الخارج”. ويضيف قائلا “أدركنا لاحقًا أن الحديث عن المطبخ المحلي يكون مشوقًا أكثر إذا دار في المكان الذي يعمل فيه هذا المطبخ، وليس في الدوائر التي تدّعي أنها تعرف الكثير عن المطبخ المحلي”.
  • بالنسبة لتأثير كون إسرائيل دولة صغيرة على النشاط الوثائقي المحليّ، أجاب عين جال بأنّ “رؤيتك الخاصة هي الطريقة التي يمكنك من خلالها التجديد في مكان كهذا. بدأ الموسم الرابع بعد أحداث أيّار 2021، حيث ساد شعور بأنّ مجتمعنا يشرف على التفكك التامّ. حاولنا أن نبيّن كيف يستمر الحوار في عالم الطعام، في حين أنّه يواصل التراجع والغياب في كلّ مكان آخر”.
  • هيلا مداليا، التي تهتمّ لأوّل مرة في حياتها المهنية في التوثيق الطهويّ، تدّعي أنّه من خلال الطعام يمكن الحديث عن أكثر النقاط والمسائل حساسية وألما في مجتمعنا. يسعى البرنامج لخلق مدخل وتواصل مع الأشخاص ذاتهم، ومع الممارسات المتعلقة في المطبخ – وكذلك مع السياسات المعقدة الناجمة عنها.
  • يضيف سيجيل – سيطر الطعام على وقت الذروة في المشاهدة، وبطريقة سخيفة تقريبا. هناك تضخّم مخيف لبرامج الطعام. برأيه، الأمر مردود لكون إسرائيل مكانا يحتاج المواساة. يوافق سيجيل على القول بأنّ التوثيق في مسألة برامج الطعام الوثائقي، هي مسألة مثيرة، بسبب حجم دولة إسرائيل الصغير (“جيدي ذاهب لتناول الطعام؟ إلى أين يمكن أن يذهب بعد؟”)، وعندما لا تكون مجالات كافية لم يتم الحديث عنها بعد (“باستثناء المطبخ الفلسطيني، وهو المجال المشحون سياسيا إلى حدّ بعيد”). كذلك، يدّعي سيجيل بأنّ هناك تشابه بين الطعام الإسرائيليّ والهايتك الإسرائيلي – تحرّكه الوقاحة، الرغبة والطموح. وهذا، برأيه، المنطلق لحديثنا عن الطهوية المحليّة.
  • بالنسبة للمقارنة بين التوثيق الطهويّ المحليّ في إسرائيل، وبين المجال نفسه في نيتفلكس، يقول سجيل بأنّ لا مجال للمقارنة بين الأسواق. يدّعي أنّ المجال الصغير لنيتفلكس لا يزال مجديا، بينما يبدو السوق المحلي نسوي أكثر من اللزوم.
  • اتفق المشاركون في الجلسة، على أن المنافس اليوم لتوثيق الطعام هي شبكات التواصل الاجتماعي. بمساعدتها، يتحوّل الجمهور الواسع بدرجة كبيرة إلى الموثّق الرئيسيّ لثقافة الطعام، سلبا وإيجابا. تشير ألبرت إلى صعوبة أخرى تبرز من ذلك – وهي صعوبة تحضير الطعام الأصلي. مشاهدة صفحات الطعام الأخرى، تحدّ من التفكير برأيها، وتؤطّرها. توصي ألبرت العاملين والعاملات في الطعام، للبحث عن الصوت الشخصيّ لمجالات أخرى، في صفحات الانستغرام بالذات – كالرقص، الشعر والرسم.
  • فيما يتعلق بالتوثيق السينمائيّ تدّعي مداليا (التي أنتجت كذلك، البرنامج الوثائقيّ السياسيّ “يوميات أوسلو”(יומני אוסלו))، أنّ التوثيق يمتلك قوّة على تذويت الرسائل في الوعي العام.
  • الإحساس هو الرائد في إنتاج الأفلام والبرامج. هو ما يربط المشاهدين بالقصّة، الإحساس يمكن أن يكون كذلك ضحكا وفرحا، وليس شرطا أن يكون حزنا وبكاء.
  • حول النقاش في الاختلاف القائم ما بين برامج الطعام الوثائقي وبين برامج الطعام الواقعيةـ تلخصّ ألبرت، قائلة: في برامج الطعام الوثائقي هو أداة، وفي برامج الواقع هو هدف.

بالكاد: عن الثقافة المحلية في شبكات التواصل الاجتماعي 

في الجزء الثاني من جلسة الظهيرة، دار نقاش بين أورن لوكسنبورج، وهو شيف، واليوم يعمل مستشارا للإدارة المالية للمطاعم، ومقدّم المدوّنة الصوتية “الدردشة لا تسبّب السمنة” (לדבר זה לא משמין)” وأيتمار أفيف، مختصّ في التيك توك ومدير عام شركة toks، المختصّة في إنتاج فيديوهات تيك توك للشركات والماركات التجارية.  

  • لوكسنبورج يفتتح الحديث واصفا استعماله للمدوّنة الصوتية كأداة لنقل الرسائل – منصة متساهلة نسبيا مع المضمون الطويل. في هذه الوسيلة الإعلامية – يقدّر المستهلكون الانخفاض بالتفاصيل الدقيقة. ومع ذلك، معدل مستهلكي المحتوي الذي يشهد ازديادا مستمرا، يؤدي إلى صعوبة جذب الجمهور واستمالته عندما يدور الحديث عن رسائل طويلة. الشبكات الاجتماعية، وعلى رأسها التيك توك، تتواجد في قمة مؤشر الشعبية. التيك توك يتيح المجال لتقديم محتوى لجمهور غفير وواسع من جميع أنحاء العالم، لكن لا مجال للإطالة فيه كذلك. المحتوى في التيك توك يجب أن يكون متراصّا وقصيرا. المنصة تتيح المجال لمحتوى طويل أكثر، لكن الأمر لا يروق للجمهور، الذي يريد محتوى قصير، هادف، سريع ومتوفّر.
  • خلال النقاش قدّم الاثنان “مرشد للمستخدم الجديد في التيك توك”، سعينا من خلاله إلى تسليط الضوء على كيفية استخدام التيك توك لنقل رسائل وثائقية، حفظ وتطوير تقاليد من ثقافة الطعام المحلية.
  • وفقا لؤية أفيف، التيك توك هو المنافس للشبكات المحتوى وليس للشبكات الاجتماعية، بمعنى أنه يوازي نيتفلكس وقناة 12، وليس الفيسبوك والانستغرام. وأوضح بأنّ الاختلاف نابع أولا من كون المحتوى قادرا على الوصول للجميع، بمعنى – بخلاف الشبكات الاجتماعية التي تنشر المحتوى بين متابعي الصفحة، ينشر التيك توك بين أولئك الذين شاهدوا، شاركوا بردّ، أو أعجبوا بمحتوى مشابه للمحتوى المنشور. يضيف أفيف ويقول، ربما تكون هناك نظرة سلبية عن التيك توك، لكنّه مركز يقدّم مجموعة كبيرة ومتنوّعة من المحتويات. لوكسنبورج يعزّز هذا الادّعاء، ويذكر أنّ التيك توك بالنسبة له، استبدل مصادر لاستهلاك المعرفة والثقافة. “شاهدت فيديو على التيك توك” باتت بمثابة الصيغة الجديدة لقولنا “قرأت مقالا”.
  • كمنتجين.ات فإنّ أحدى التحديات الكبيرة بالنسبة لنا، هي المنافسة على شدّ انتباه المشاهد. في التيك توك، المنافسة هي مع الجميع. في التجوّل اللانهائي بين الفيديوهات، يجب على المنتج.ة أن يجذب المشاهد من الثواني الأولى.
  • المحتويات المتنوّعة في التيك توك لانهائية. إحدى الطرق لجذب جمهور مشاهدين ثابت، هي سرد القصة أو الموضوع وربطه مع قصة شخصية للمنتج.ة “الشخصي هو العالميّ”
  • التيك توك يتيح المجال لانكشاف عالميّ كبير. الوصفات التي تنتشر كالفيروس في التيك توك، تصبح صرخة عالمية. صرخة الباستا بجبنة الفاتيا في التيك توك، أدّت إلى نقص عالمي في الفاتيا.
  • إحدى الصرخات الهائلة التي فرضها التيك توك، هي الأصالة. بخلاف الانستغرام، حيث كلّ شيء يبدو جميلا ومخطّطا، يعرض التيك توك لحظات أصيلة وصادقة، ليست مبرمجة أكثر من اللزوم. “لا بأس في سكب قليل من الصلصة لحظة التقاط الصور، هذا جزء من المسألة”. الفيديو المصنّع أكثر من اللزوم ينفّر المشاهد.
  • الفيديوهات يجب أن تميّز بين الأساسيّ والهامشيّ. لا حاجة لإظهار كلّ مرحلة في الوصفة. يجب تقديم صورة عامة، توجيه المشاهد، وإعطاء إيحاء والكشف عن عوالم جديدة.
  • الصرخات البارزة في التيك توك التي يمكن الانضمام إليها: فيديوهات لوصفات قصيرة لمدة 30 ثانية؛ النباتية والتخمير، حفظ الغذاء؛ الخبز المخمّر؛ #LOCAVORE (التغذية المستندة على الغذاء المحليّ فقط)؛ ميكرو – محليّة (عرض ثقافة الشرائح السكانية المختلفة في الدولة أو في أماكن مختلفة).
  • التيك توك يغدو محرّك بحث بصريّا. بين الشباب، وبصفة خاصة جيل الـ -Z، يصبح التيك توك الخيار النموذجيّ للبحث في الإنترنت. في شهر ديسمبر الاخير، وجد مراسل جلوبوس بعد فحص قام به، بأنّ التيك توك يوفّر بديلا ناجحا لجوجل (“حاولنا طيلة أسبوع كامل استبدال جوجل بتيك توك، وكان الأمر ناجحا أكثر مما توقّعنا”/نافو ترابلسي؛ 17 ديسمبر 2022، جلوبوس).
  • “Make TikTok Not Ads” – شعار تيك توك يوضّح: لدينا المحتوى في المركز، ولذلك فإنّ طموح المنتج.ة سيكون إنتاج محتوى قيّم للمشاهد. على المنتج.ة أن يسأل نفسه.ا، ما الذي يخلق التشابه، وما الذي يمكن أن يدفع المشاهد للعمل.
  • لتيك توك لغته الخاصة، والطريقة المثلى لفهمها هي الشروع بالمشاهدة وأن ندرك حسابيا – ما هو المناسب بالنسبة لكم، ومن ثم نبدأ بالتصوير. التقييم سيكون فوريّا – خلال يوم سترون إذ كان الفيديو ناجحا أم فاشلا.
  • شاهدنا معا خمسة فيديوهات لصفحات بارزة في التيك توك، والتي تعرض أفكارا للطعام والمحلية. عرض كلّ فيديو من الفيديوهات، أسلوبا مختلفا وخاصّا ونجح بذلك – كلّ فيديو وطريقته – لنقل محتوى مثير، مختصر، هادف وسريع. بمساعدة تحليل الفيديوهات، ركّز الاثنان قائمة بالخصائص المطلوبة للنجاح في نقل رسائل في فيديوهات التيك توك:
  • في الماضي كنّا معتادين بأنّ لكلّ قصّة مركبّة، هناك البداية، المنتصف والنهاية. لكن لا يشترط ذلك في التيك توك. الإيقاع يلزم تركيز القصّة في لبّ الرسالة فقط، وكثيرا ما تبدأ القصة من النهاية.
  • يُفضّل أن نعرض أوّلا النتيجة النهائية خلال تحميل الوصفة؛ استخدام الأصوات البارزة والمثيرة، وأن نعدّه مع مقاطع بارزة.
  • لا مكان في التيك توك للتعمّق، والاهتمام بدقة الكميات أو التعليمات الخاصة.
  • في فيديو تيك توك هناك أهمية جوهرية لكريزما المنتج.ة، للتفاعل والصوت.
  • الفيديو يجب أن يكون متواصلا، بدون توقف أو لحظات صمت.
  • مجموعة فيديوهات التيك توك، يمكن أن تجمع في قصة أوسع. أحيانا، ومن خلال نظرة سريعة، يبدو الفيديو منهجيّا أو ضبابيا، لكن التعرّف على القصة الكاملة يمكن أن تكشف جوانب إضافية.
  • ومع ذلك، إحدى الأهداف المركزية للتيك توك هي التسلية. لذلك، من المهم أن نذكر أنّ هناك مكان للفيديوهات الهزلية كذلك.
  • التيك توك يمكنه أن يحدّد حسب التصوير، النصّ والردود، المواضيعَ التي تتناولها الفيديوهات. المنهاج الحسابيّ يعرف لمَنْ يُنشر الفيديو، حسب مجالات الاهتمام وعادات المشاهدة.
  • المنتجون والمنتجات كذلك، الذين يفضّلون النصوص الطويلة، لهم مكان في التيك توك. يمكن مثلا أن نقرأ مقطعا بخلفية فيديو، والذي يمكنه أن يتصل بشكل مباشر أو غير مباشر مع محتوى الكلمات. الفصل بين الأداة الصوتية والأداة البصرية، مقبول وبإمكانه أن ينتج فيديوهات تيك توك جيدة.

المزيد من المقالات من مجلة اسيف