Asif

هذه الوصفة هي جزء من مشروع “طبيخ بيت بعيد عن البيت” الذي يجمع بين عائلات نازحة تتوق لتحضير طعام البيت بعد أشهر طويلة قضتها خارج البيت وبين عائلات مستضيفة تفتح لها بيوتها ومطابخها.

تقول شوش شوشان (55) أن “السبت مش عنجد سبت بدون الكعك والبسكوت”، وتستذكر بحنين بيتها في كريات شمونة، حيث كانت الحلويات واحدة من طقوس صباح السبت المعتادة عند عودة زوجها من الصلاة في الكنيس وزيارة أولادها الخمسة مع أزواجهم وزوجاتهم والحفيدين، والاستمتاع معًا بما لذ وطاب من المخبوزات والحلويات إلى جانب القهوة والشاي. 

حرصت شوش في الأسابيع الأولى التي تلت إخلائها مع عائلتها إلى فندق في تل أبيب على شراء الكعك والبسكويت كل يوم جمعة من مخبز أو كونديتوريا وتقديمه لجميع الأصدقاء النازحين (“مع إنه غالي بتل أبيب”، تقول) مع الشاي بالنعنع، كما كانت تفعل في بيتها. وهكذا، بين كأس شاي وأخرى، تعرفت على صديقتها الجديدة يانا، التي أخلِيَت هي أيضًا من كريات شمونة ورافقتها إلى مطبخ استي روت في مركز تل أبيب لتخبز الاثنتان معًا في إطار مشروع أسيف. 

ولد زوج شوش في المغرب وهي ولدت هنا لوالدين قدموا إلى البلاد من المغرب. تقول شوش أن من المستحيل أن يخلو بيتها في الأيام العادية من علب البسكويت المغربي. “خاصة بالشتا”.

أثناء تواجدها لدى متسضيفتها، أدخلت شوش ثلاثة قوالب كعك للفرن وأخرجت منه خمسة قوالب كعكات خميرة (“شماريم”). “فرن واحد بكفيش”، قالت لإستي، وصعدت الاثنتان معًا للخبز في فرن الجار من الطابق العلوي، حتى بدأت قوالب الكعك والبسكويت تنزل وتصعد درج العمارة وتملأ الجو برائحة الخبيز الرائعة – ثم بدأ الكعك والبسكويت يتكدس على الطاولات. 

بقي القليل من بذور الخشخاش والعجوة؟ “منزتش إشي!” تجزم شوش وتضيف قليلًا من هذا وقليلًا من ذاك وتصنع كعكة جديدة مرتجلة وتضعها بثلاثة قوالب. “أكيد راح يطلع زاكي”، تقول. “منوزعهن بالأوتيل، الكل بده”. 

عند عودة إبن المستضيفة الصغير من الروضة، ذهل من تحّول بيته إلى مصنع للكعك والبسكوت وطار عقله من الفرحة، خاصة لأن شوش حرصت على ترك قسم من الكعك في بيتهم. الجار الذي تبرع بفرنه حظي أيضًا بصحن ممتلئ بالبسكويت قبل عودة شوش إلى الفندق وفي جعبتها مخبوزات كثيرة.